رئيس التحرير
عصام كامل

في مثل هذا اليوم ولد مؤسس دولة الوحدة الأولى بين «مصر والشام».. «أحمد بن طولون» تركي مستعرب أعلن استقلال مصر عن الإمبراطورية الرومانية.. بنى «قلعة الكبش» وشيد بها القصور

فيتو

في مثل هذا اليوم ولد مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام، إنه أحمد بن طولون، الذي أعلن استقلال مصر لأول مرة عقب احتلالها من قبل الرومان والبيزنطنيين، ويعتبر "ابن طولون" من أكثر المهتمين بمجال الطب في عصره واهتم، فقد أنشأ مستشفى "بيمارستانا" 873 م لمعالجة المرضى مجانًا.


نشأته

ولد أحمد بن طولون عام 220 هجريا الموافق 20 سبتمبر835 م، وهو مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام والثغور، تركي مستعرب من عشيرة "الطُغُزغُز"، كانت أمه جارية اسمها قاسم وقيل هاشم، أما والده فكان مملوكًا أهداه نوح بن أسد السماني "عامل بخارى"، أي وإليها، إلى الخليفة العباسي المأمون، ترقى على يد الخليفة المأمون إلى أن أصبح أحد أمراء عصره.

قلعة الكبش

أراد أحمد بن طولون أن يجعل لمصر حاضرة كبيرة تنافس "سامراء" في العراق، فبني مدينة القطائع فوق "جبل يشكر" في المكان الذي يسمي الآن "قلعة الكبش"، وتلال زينهم، وسميت بهذا الاسم لأن ابن طولون أقطعها قطعًا بين حاشيته وقادته، وشيد فيها القصور والمستشفيات والملاجئ، وجبل يشكر هذا سمي باسم إحدي القبائل العربية وهي يشكر بن جديلة، وثارت حوله الأقاويل أنه الجبل الذي ناجي موسى (عليه السلام) ربه من فوقه.

الزراعة

بذل أحمد بن طولون قصارى جهده لتشجيع الزراعة وزيادة الإنتاج الزراعي، فأصلح التُّرَع والقنوات التي تروي الحقول، وحفر الجديد منها، وأصلح السدود المحطمة، وحمى الفلاحين من ظلم جُباة الضرائب وتعسفهم؛ مما أدَّى إلى ازدياد مساحات الأرض المزروعة من جهة، ووصول أسعار الحبوب إلى أدنى مستوى.

الصناعة

ازدهرت الصناعة في عهد أحمد بن طولون، ويأتي على رأس الصناعات التي اشتهرت بها مصر آنذاك صناعة النسيج، والكتان التي اكتسبت أسواقًا جديدة، وكانت تُصنع أنواعا مختلفة من الكتان في مصر السفلى، في مدن تِنِّيس ودمياط ودَبِيق وشَطَا ودَمِيرة وغيرها، وفي مصر العليا في مدن الفيوم والبهنسا وإخميم.

كما اشتُهِرَت مصر أيضًا بصناعة المنسوجات الصوفية، إضافة إلى المنسوجات المطرزة بالذهب والموشاة التي أنتجتها مدينة الإسكندرية عُرفت بجودتها العالية.

التجارة

كان "أحمد بن طولون" حريصًا على استتباب الأمن في مصر والتخلص من أي اضطراب أو قلق يمكن أن يباعد بين مرور التجارة في مصر، كما كان لإصداره العملة الأحمدية التي تميزت بقوتها الشرائية الكبيرة كان له أثر في توفير الاستقرار الاقتصادى في مصر وقدوم كثير من التجار بتجارتهم إلى مصر للتجارة، وكان لهذا أثره على نشاط التجارة الداخلية في مصر.

إنشاء القناطر

شيَّد أحمد بن طولون في الجنوب الشرقي من القطائع قناطر للمياه، وكان الماء يسير في عيونها إلى القطائع من بئر حفرة في أسفلها، وكان يرفع الماء من البئر إلى القناطر بواسطة ساقية، وقد بنيت هذه القناطر من نفس الآجُرّ الذي بُني منه الجامع الطولوني، ولهذا يعتقد البعض أن المهندس الذي شيدها هو نفس المهندس الذي شيد الجامع، ولاتزال بقية من هذه القناطر باقية إلى اليوم في حي البساتين بالقاهرة.

جامع أحمد بن طولون

يُعتبر جامع "أحمد بن طولون" أقدم مسجد باقى على حالته الأصلية بشكل كامل مع بعض الأضافات المملوكية، وقد أنشأه الأمير أحمد ابن طولون في الفترة بين عامى 263هـ ـ 265هـ على مساحة ستة أفدنة ونصف.

وفاة أحمد بن طولون

في عام 270 هـ ثار أهل طرسوس على حكم ابن طولون، فخرج لإخماد الثورة ولكنه فشل، واشتد عليه المرض، فعاد إلى الفسطاط في جمادي الآخر 270 هـ وتوفي هناك، ودفن بسفح المقطم، وكان له ثلاثة وثلاثون ولدًا.
الجريدة الرسمية