رئيس التحرير
عصام كامل

دور "الشاذ" جنسيًا أصبح مألوفًا في السينما المصرية ووصل على استحياء للدراما.. بدأه نور الشريف لفظيًا.. وأبدع "الصاوي" في تقديمه.. ويوسف شاهين: "الشاذ" مظلوم في مجتمعنا

الفنان خالد الصاوي
الفنان خالد الصاوي

بعدما جسد الكثير من الفنانين دور "الشاذ" جنسيًا في عدة أعمال سينمائية، أصبح من المألوف تقديم أعمال فنية تتطرق إلى هذه النوعية من الأدوار غير المألوفة -نوعًا ما- على مجتمعنا الشرقي، فكثير من الفنانين، وُجه لهم نقدًا واسعًا وممتدًا من قبل من شاهدوا هذه النوعية من الأعمال.


فحديثًا، يبحث المنتج محمد السبكي عن ممثل يقدم دور شاب شاذ جنسيًا من خلال فيلمه الجديد "حديد"، بطولة الفنان عمرو سعد، إلا أنه تم رفض تجسيد هذا الدور من كل الفنانين الذي عُرض عليهم تمثيل هذا الدور، نظرًا لحساسيته، الأمر الذي جعل "السبكي" يتجه إلى أحد الشباب الجدد للموافقة على تجسيد هذا الدور.

تقديم شخصية "الشاذ" لفظيًا فكرة قديمة
فإذا استعرضنا أدوار الشواذ في الأفلام المصرية القديمة، سنجدها تتراوح بين التلميح بـ "الإيفيهات" وبين المشاهد ذات الطابع الكوميدي، وهي ما تسمى "كوميديا الموقف"، وبين المشاهد الصريحة، ولكنها قليلة في السينما القديمة.

ومن أشهر "الإفيهات" عن الشذوذ الجنسي التي جاءت في السينما القديمة، ما قاله أحد الممثلين للفنان عادل إمام في فيلم "الإرهاب والكباب"، عندما كان يبحث "إمام" عن أحد الموظفين يُدعى "مدحت" في إحدى دورات المياه، فقال له الممثل: "لو عايزني أكون مدحت أكون لك مدحت"، الأمر الذي أدى لحذف المشهد كاملا من الفيلم أثناء عرضه في التليفزيون.

تجسيد "الشاذ" على أنه شخص ناعم يقلد الفتاة
وبمرور الوقت، أصبح تجسيد شخصية "الشاذ" في الأفلام أمر أكثر تطورًا، فأصبح تقديم الشاذ يقدم على أنه الشخص الناعم الأقرب للفتاة، والذي عادة ما يكون "صبي راقصة"، مثل دور فاروق فلوكس في "الراقصة والسياسي"، أو شخصية محمود الجندي في "شفيقة ومتولي"، حيث ظل هذا الشكل للرجل "الشاذ" الذي يقلد النساء مصدرًا للضحك في عدد كبير من الأفلام السينمائية.

بداية تجسيد الدور بشكل صريح
يعتبر الفنان نور الشريف هو أول من جسد شخصية "الشاذ" في أحد أفلامه بشكل صريح، حيث تناول فيلمه "قط فوق صفيح ساخن" الشخصية الشاذة بشكل واضح ليس كسابقه، وتم تقديم الفكرة على أساس اكتشاف صديقه لشذوذه الجنسي، والذي انتحر بعدها في مجريات الأحداث، لعدم تقبل المجتمع فكرة هذا الشذوذ.

"شاهين" وإيمانه بالشذوذ
أما المخرج الراحل يوسف شاهين، فقد طرح هذه الشخصية في العديد من أفلامه، حيث كان "شاهين" يرى الشاب "الشاذ" على أنه مظلوم في المجتمع، وظهر ذلك في أفلامه "النيل وناسه"، و"المصير"، و"إسكندرية ليه"، و"حدوتة مصرية"، و"إسكندرية كمان وكمان"، فقد اعتاد المخرج تقديم الشاذ في أغلبية أفلامه، ومنح الشذوذ شيئًا من التسامح أو الشرعية.

ولكنه في أفلامه الأخيرة بدأ يخاف على شعبيته وسط جمهوره، نظرًا لدفاعه الدائم عن الشاب "الشاذ"، فأقلع عن تقديم هذه الدور في فيلميه الآخرين.

"الصاوي" وتجسيد الدور بمهارة
كان لفيلم "عمارة يعقوبيان" عامل السحر على الفنان خالد الصاوي، حيث كان نقطة انطلاق مميزة له في مسيرته الفنية، بل وكان للفيلم دورًا كبيرًا فيما ناله "الصاوي" من شهرة بعد ذلك، وذلك لتقديمه دور "الشاذ" بشكل مختلف يميل إلى الواقعية المجتمعية دون استحياء أو خوف من النقد.

فقد قدم "الصاوي" الدور في فيلم "عمارة يعقوبيان" بعد أن رفضه عدد كبير من النجوم مثل: فاروق الفيشاوي، وهشام عبدالحميد، وأحمد بدير، ليقبله هو، ويكون في النهاية واحدًا من أبرز أعماله السينمائية الناجحة بالرغم من كثرة النقد الذي قابله بسببه.

حسين الإمام يجسده دراميًا
ولم يقتصر تقديم دور "الشاذ" على العرض السينمائي فقط، ولكن تم تجسيد الفكرة في الدراما أيضًا، من خلال عمل درامي بطولة الفنان حسين الإمام في مسلسل "كلام على ورق"، مع الفنانة هيفاء وهبي، والذي عُرض في رمضان 2014، والذي كان قد لاقى ردود أفعال انتقادية من جانب متابعي العمل التليفزيوني.
الجريدة الرسمية