ثورة المنايفة ضد المحافظ الزملكاوى
مبكرًا استطاع أهالي المنوفية تحديد مستوى أداء محافظهم الذي يبدو كثيرون حوله أقوى منه وأعلى كلمة، فردود أفعاله تجاه صرخاتهم طلبًا لحقهم في كوب مياه نظيف، جاءت صادمة بطريقة جعلتهم يشعرون بأن النظام أخطأ في تقديراته واختياراته.
الحقيقة يكشفها أبناء قرية كمشوش ومعهم أهالي فيشا الكبرى العقلاء، وأفعال صبية الحزب الوطنى "المنحل حقًا"، والذين وضحت تأثيراتهم فى متخذى القرار داخل المحافظة بطريقة تثير ريبة وشك المواطنين في إرادة وقدرة رجل تحمل أمانة ومسئولية وأعباء سكان محافظة تخرج للدولة الكبار من رجالات الحكم.
ربما اختيار الرجل لإدارة شئون محافظة ترسم أزماتها ملامح سكانها، خاطئًا، لأسباب تتعلق بدرجات استعداده أو كفاءته أو فهم توقيت حضوره لمنصبه بعد ثورتين أسقطتا حكمي الشلة والجماعة، وربما لأسباب نفسية ترجع إلى علم الناس وقلقهم من انتمائه الزملكاوى، وغياب إرادة إنجاز بطولة عن فريق العمل من حوله في ظل وجود إدارة فاشلة للمنظومة، وهو فأل سيىء كثيرًا ما يتحدث عنه المواطنون، مطالبين بمعاملتهم كـ"أهلاوية" لا يرضون بغير النجاح والتطوير.
ولم لا وهم قادرون على ذلك، فاحتشاد الآلاف منهم في تظاهرة مساء اليوم الثلاثاء، أمام محطة مياه قرية كمشوش بمركز منوف للمطالبة بعزله بسبب موقفه الضعيف تجاه إرادة حائز مفاتيح محطات المياه وكبير السقايين، أكبر دليل على أنه يدير منظومة خاطئة تحكمها بيروقراطية فاشلة أصابت منايفة بالملل والقرف.
قيادات المنظومة الفاشلة دائمًا ما تمتلك أحد الحلين للتعامل مع أزمات المواطنين، الأول هو التنكر للمشكلة ونفى الأزمة وتفتيت الشاكين من الأهالي وتفريق صفوفهم والقضاء على فرص ظهور قيادات شعبية حقيقية بينهم، والثانى هو الحل الأمني والتهديد والوعيد لكل من تسول له نفسه استعادة وإحياء مصطلح الثورة وحصار سمعته بالإساءات، وكلا الحلين جرى استخدامهما ضد بعض أهالي كمشوش وفيشا الكبرى والدكتور إسماعيل فليلة الطبيب البيطرى الذي نشرت رسالته قبل 4 أيام في هذا المكان.
ولا تحتمل قيادات المنظومة الفاشلة انتقادات الإعلام وغالبًا ما تتهم الصحافة بإثارة الرأى العام ضدها، وها هم أصحاب القضية يثورون دون تحريض ويهددون صراحة عرش كبار المنظومة، ويتحركون طبقًا للقانون لفضح أساليب كل المسئولين عن موتهم ببطء جراء إصرارهم على حرمان البسطاء من كوب ماء نظيف.
ويطرح أصحاب الحق قضيتهم أمام الرئيس "المنوفى" عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب الذي يرأس المقاولون العرب المسئولة عن أغلب مشاريع المياه والصرف بالريف المصرى، قبل حضوره وزيرًا للإسكان، ووزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب: لماذا كل هذا الإهمال المتعمد لحقوقنا في مياه نظيفة صالحة للشرب والاستخدام الآدمى؟ ولماذا يصر النظام على تعيين محافظين تمر السنوات ولا يُضبط أحدهم متلبسًا بإنجاز حقيقي أو بصمة واضحة على مرافقها؟ ومن سيختار محافظ المنوفية إذا ما تم تفويضه في تشكيل مجالس محلية مؤقتة مثلًا؟
قبل أن يفوت الأوان أكرر صرخات أهالي كمشوش وفيشا وكل قرى المنوفية على مسامع المحافظ الزملكاوى الذي لن يقدر من حوله على إشعال الفتنة بينهم، فتكلفة إنشاء خط المياه العذبة تقل بالضرورة عن تكلفة احتفالات المحافظة بعيدها القومى، وعن قيمة عقود المستشارين إياهم داخل دواوين المحافظين.
وسأستخدم ألفاظًا أكثر تبسيطًا لكم معالى المحافظ رغم أننى زملكاوى مفروس من أدائكم وأداء الزمالك معًا، وأقول إن تكلفة كوب الماء النظيف لأهالي المنوفية أقل من قيمة التعاقد مع قدم "كوفى" الذي أضاع بطولة السوبر على الزمالك أمس الأول، وأقل من تكلفة شيكابالا الذي دفع النادي الأبيض الملايين له سنويًا دون تحقيق درع واحدة، وأقل من عقد فتح الله الذي أضاع منكم الدوري لسنوات، وأقل من عقد عبد المنصف الذي استقبلت شباكه 6 أهداف حمراء في ليلة واحدة.. أقولها لك إزااااى.. طهقت..!!