رئيس التحرير
عصام كامل

التابوهات والتبلوهات


الإنسان يتصرف طبقًا لموقعه من الجغرافيا البشرية فلكل مجموعة من البشر يجمعهم مكان معين هذا المكان هو الذي يحدد تصرفات وسلوك هؤلاء البشر لما يتضمنه من أعراف وتقاليد وعادات تصبح بمرور الأيام قانونا ثابتا من يتعداه يتعرض لنظرة دونية من مجموعته الجغرافية هذه لأن هذه العادات تصبح بمرور الأيام كشرائع دينية يأخذونها من رجال الدين الذين يفتون الناس طبقًا لعاداتهم وطبائعم التي نشأوا عليها فيلتبس على الناس ما هو له علاقة بالدين وما هو دخيل عليه.


فكثير من التابوهات التي توجد في بعض المجتمعات يلصقها البعض بالدين وهى أبعد ما تكون عنه والتابو هو العيب أو الحرام أو ما شابه ذلك ويختلف من مجتمع إلى آخر.

فعلى سبيل المثال لا الحصر ففى بعض المجتمعات الشعبية تجد أن أسماء السيدات تقترن بأسماء أبنائهم وذلك لاعتقادهم بأن مجرد ذكر اسم الأنثى من التابوهات التي تدخل من ضمن المحرمات وإذا كانت السيدة حديثة الزواج فهى تنادى باسم زوجها.

ويعاير الأبناء إذا كانت أمه تعمل ولها كنية خاصة وبالتالى فاسمها معروف فينادونه باسم أمه ازدراء له وهم يتباهون بأن أمهاتهم أمية فهى لا تخرج من البيت فهم يتباهون بالجهل شىء عجيب تلك الجغرافيا البشرية..وإذا بحثت وفتشت في الأمور تجدهم يسعون إلى تعليم بناتهم ويتمنون أن تسمع آذانهم أسامى بناتهم مقرونة بالدكتورة أو المهندسة أو شىء يفتخروا به فهل هذا تناقض في شخصياتهم؟ أم أنه حقد طبقى؟

وإذا أسمعتهم بأن سيد الخلق محمد عليه السلام كانت اسم زوجته وبناته معروفين للكل حتى الآن فمن منا لا يعرف خديجة وعائشة زوجات الرسول فلماذا يصر البعض على المفاهيم المغلوطة والغريب أنه يقرنون عقائدهم بالشرائع ويلبسونها لباس التدين وهى أبعد من ذلك بكثير.

فتلك العادات والمفاهيم أصبحت كجبال شاهقة تفصلنا بعضنا البعض حتى داخل المجتمع الواحد فانقسمنا إلى قبائل وشعائر حتى في المجتمعات غير القبلية فثقافة المجتمع كفيلة بتقسيمه إلى قبائل وعشائر طبقا للمفاهيم التي يتوارثونها جيلا بعد جيل.
وأصبحت الشخصيات هي تبلوهات يقدسونها تلك القبائل بدون تفكير لأن مجرد التفكير لديهم يعتبرونها سقطة دينية تخرج الفرد من الدين في بعض الأحيان.

فالتحدى الحقيقى لوحدة العرب هو تغير الثقافة العامة وتداخل الشعوب والثقافات بعضها البعض والتخلى عن ثقافة التمييز والعصبية القبلية فكل هذا كان أرض خصبة لنمو الإرهاب متمثلة في داعش والإخوان والجماعات الجهادية وغيرها من مسميات.

فلا نستهين بصغائر الأمور فكلها بذور لكوارث كبرى نعانيها جميعًا. فكل أزماتنا بجميع أنواعها بداية من المرور إلى الباعة الجائلين كلها أفكار تقبلها المجتمع وتعايش معها بكل مرارتها حتى أصبحت من اعتياده عليها جزءا من حياته لا يستطيع الاستغناء عنها كالتعود على المرض.

فالحرب الآن ليست حرب طائرات ودبابات فتلك مسكنات لأمراض كامنة في العقول وإنما الحل هو مجابهة الفكرة بفكرة أخرى تستهدف تغير السلوك العام وطبائع المجتمعات لما فيه صالح المجتمع.

هذا كسماع القرآن في المحال التجارية تباركًا وتيمنًا والتجار والناس مشغولين بالبيع والشراء وكذلك إصرار أئمة المساجد بإذاعة شعائر الصلاة على الملأ عبر الميكروفونات وبداخل المسجد لا يتعدى المصلون العشرة فهل هذا يفيد أم يضر قدسية الدين؟
وعدم تقبل الناس مبدأ توحيد الأذان لاعتقادهم أن هذا مخالف لشرائع الإسلام وتقبلهم الأصوات النكراء التي نسمعها كل يوم خمس مرات.

ومن كثرة الأشياء التي جمعتها في أكثر من ستمائة حلقة درامية وعندى ما يزيد من الأفكار لإيمانى بفرضية تغير سلوك البشر التي تكبل عقولهم وتجعلها حائلا لركب طائرة الحضارة الإنسانية التي لا تتعارض بالطبع مع شخصية العربى بصفة عامة.
فهل من تفعيل؟ فلك الله يا مصر حماك الله ورعاك
الجريدة الرسمية