لماذا لا يموت ولاد الـ....؟
يا سبحان الله العظيم.. أستغفرك ربي وأتوب إليك.. فالموت لا يختطف إلا كل من نحبهم.. كل من يشعرونا بالبهجة.. بالدهشة.. يحفزون عقولنا بالإبداع.. يرحلون ويتركون مكانهم خاليا. ونصبر أنفسنا بأنهم لم يرحلوا.. ولكن ذكراهم باقية في قلوبنا.. وسيأتي غيرهم يكملون الطريق ويبدعون مثلهم و.. ولكن..
مات جمال عبد الناصر ولم يأت غيره.. مات نجيب محفوظ ولم يأت من يكتب مثله.. مات محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ولم يأت بعدهم ملحن ومطربة ومطرب مثلهم.. مات أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ وعمار الشريعي.. ونفقد إبداع اللحن والكلمة والإخراج.. مات أحمد زكي وسعيد صالح ويونس شلبي ونشاهد مسرحية العيال كبرت ونترحم على العيال التي ماتت..
ونفجع في مصطفى حسين وأحمد رجب دفعة واحدة.. قبل حتى أن نفيق من خبر موت مصطفى حسين نجد أحمد رجب لا يطيق فراق صديقه فيتركنا ويترك نصف كلمته التي كانت بمثابة طلقة رصاص ضاحكة.. كل هؤلاء لم يأت مثلهم ولم يأت من يكمل طريقهم أو حتى يشبهوهم.. ولكننا نصبر أنفسنا.
يموت الجيل الذي تربينا عليه.. على ألحانه.. كلماته.. مبادئه.. من منا وهو صغير لم يذهب إلى بائع الجرائد يشتري الجريدة في الصباح لأبيه وفي طريق عودته يفتح الصفحة الأولى ليقرأ "نكتة" مطرب الأخبار وفي الصفحة الأخيرة "النكتة الكبيرة" لمصطفى حسين وأحمد رجب.. من منا لم يكن ينتظر رمضان ليسمع صوت المذيعة وهي تقول "رائعة أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ.. موسيقى عمار الشريعي"، ونشاهد مسلسلا مليء بالنجوم والحوار الرائع الذي لا يخدش الحياء والموسيقى التي مازالت تعيش في وجداننا جميعا لعمار الشريعي..
وفي المقابل نجد الغث والردئ طويل العمر بالرغم من أنه مثل فقاعة الصابون اللزقة تفرقع في البداية ولكنها تترك المكان لزقا تتجمع حوله الأوساخ.. والغريب أن هؤلاء لا يموتون بل يمتد عمرهم يجترون السيئات واللعنات منا ويجمعون حولهم الأوساخ من كل جانب.. في أغان خليعة وكلمات مبتذلة ومسلسلات خادشة للحياء وإبداع يظنون ظن الجاهلية الأولى أنهم بذلك يعبرون عن المجتمع.. ولا يدركون أن قيمة الفن في السمو بالأخلاق وليس الانحطاط بها.. أفلاما ليس بها سوى راقصات "قمت بحذف كلمة كان من المفترض أن تكتب" ومشاجرات ودماء وطرق البغاء والتزوير والتدليس والبلطجة والاحتيال و.. و.. و.. ثم يقول هؤلاء الفقاقيع اللزجة إنهم يلمسون آلام المجتمع التي لابد أن تظهر حتى نعالجها.. مات المبدعون وتركوا لنا تلك الفقاقيع على الساحة.. وبقي أولاد الفقاقيع ولم يعالجوا آلام المجتمع.
المبدع الحق.. عمره مهما طال قصير.. لأنه يجدد ويبدع كل لحظة من حياته.. فننتظر منه الكثير بالرغم من سنين عمره.. أما الفقاقيع فلا تنتظر سوى بضع جنيهات و"نحتة" أخرى سريعة وليذهب الإبداع والدهشة والفكرة إلى الجحيم مع الصدور العارية والرقصات الخليعة والكلمات المبتذلة والمشاهد الساخنة والدموية.. فقط من أجل "نحتة".. ليس أمامي إلا الذكريات فقط وانتظار أن يجود الله علينا بمبدعين مثلهم.
يموت الجيل الذي تربينا عليه.. على ألحانه.. كلماته.. مبادئه.. من منا وهو صغير لم يذهب إلى بائع الجرائد يشتري الجريدة في الصباح لأبيه وفي طريق عودته يفتح الصفحة الأولى ليقرأ "نكتة" مطرب الأخبار وفي الصفحة الأخيرة "النكتة الكبيرة" لمصطفى حسين وأحمد رجب.. من منا لم يكن ينتظر رمضان ليسمع صوت المذيعة وهي تقول "رائعة أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ.. موسيقى عمار الشريعي"، ونشاهد مسلسلا مليء بالنجوم والحوار الرائع الذي لا يخدش الحياء والموسيقى التي مازالت تعيش في وجداننا جميعا لعمار الشريعي..
وفي المقابل نجد الغث والردئ طويل العمر بالرغم من أنه مثل فقاعة الصابون اللزقة تفرقع في البداية ولكنها تترك المكان لزقا تتجمع حوله الأوساخ.. والغريب أن هؤلاء لا يموتون بل يمتد عمرهم يجترون السيئات واللعنات منا ويجمعون حولهم الأوساخ من كل جانب.. في أغان خليعة وكلمات مبتذلة ومسلسلات خادشة للحياء وإبداع يظنون ظن الجاهلية الأولى أنهم بذلك يعبرون عن المجتمع.. ولا يدركون أن قيمة الفن في السمو بالأخلاق وليس الانحطاط بها.. أفلاما ليس بها سوى راقصات "قمت بحذف كلمة كان من المفترض أن تكتب" ومشاجرات ودماء وطرق البغاء والتزوير والتدليس والبلطجة والاحتيال و.. و.. و.. ثم يقول هؤلاء الفقاقيع اللزجة إنهم يلمسون آلام المجتمع التي لابد أن تظهر حتى نعالجها.. مات المبدعون وتركوا لنا تلك الفقاقيع على الساحة.. وبقي أولاد الفقاقيع ولم يعالجوا آلام المجتمع.
المبدع الحق.. عمره مهما طال قصير.. لأنه يجدد ويبدع كل لحظة من حياته.. فننتظر منه الكثير بالرغم من سنين عمره.. أما الفقاقيع فلا تنتظر سوى بضع جنيهات و"نحتة" أخرى سريعة وليذهب الإبداع والدهشة والفكرة إلى الجحيم مع الصدور العارية والرقصات الخليعة والكلمات المبتذلة والمشاهد الساخنة والدموية.. فقط من أجل "نحتة".. ليس أمامي إلا الذكريات فقط وانتظار أن يجود الله علينا بمبدعين مثلهم.