رئيس التحرير
عصام كامل

مواقف من حياة الراحل أحمد رجب.. واجه تهمة ازدراء الأديان.. الكرسي المتحرك منعه من دخول حفل تنصيب السيسي.. استوحى كتاب "فلاح كفر الهنادوة" من مزارع بسيط في موقف أتوبيسات

 الراحل أحمد رجب
الراحل أحمد رجب

"تسع سنوات استمر الموبايل في الخدمة حتى أدركته الشيخوخة، واشتروا لي تليفونا مليئًا بالأزرار، هذا زر للقاموس، وهذا زر للعمليات الحسابية، وهذا زر لتكييف الهواء، وهذا زر لخرط الملوخية، وهذا زر دورة المياه، وهذا للسيفون، وأعداد لا تنتهي من الأزرار، أما الكلام في التليفون فهو مشكلة المشاكل، الصوت بعيد جدا من يريد الاتصال بي لابد أن يتوافر عنده صبر أيوب"، كان هذا آخر ما كتبه الكاتب الساخر أحمد رجب في عموده اليومي نصف كلمة بجريدة الأخبار، قبل أن يفارق عالمنا.

أحمد رجب مثله كمثل أي كاتب ساخر قابلته العديد من المواقف في مشواره الصحفي المليء بالعطاء، وسنحاول عرض بعض هذه المواقف خلال السطور القادمة.

تهمة ازدراء الأديان
ويعتبر الموقف الذي تعرض له أحمد رجب ومصطفى حسين في يونيو 2011 من أكثر المواقف العصيبة التي مرت عليهما، وذلك بعد أن أثارت رسمة كاريكاتيرية لهما، الكثير من الجدل مصحوبًا ببلاغ من أحد الأشخاص بتهمة ازدراء الأديان.

والكاريكاتير عبارة عن صورة معلقة لشيخ سلفي بلحية ورسم لامرأة راقصة بجانبها اثنين من الرجال أشار أحدهم للصورة وعلق عليها قائلًا بعبارات ساخرة من السلفي ولحيته وجلبابه الأبيض وعلامة الصلاة في وجهه ثم خاطب المرأة، على يساره بعبارات تتضمن سخرية من النقاب.

وكان لافتًا أنه لم يسخر من العاهرة العارية إنما أراد أن يسخر من العفيفات، والذي أكد مصطفى حسين أنه لم يقصد الإساءة للإسلام أو السلفية ولكن من قدم البلاغ لم يفهم طبيعة شخصية الكاريكاتير التي رسمها، وانتهت هذه القضية برفض محكمة جنح بولاق أبو العلا الدعوة واعتبرتها لا تخالف الدين الإسلامي. 

حفل تنصيب السيسي
ومن المواقف الطريفة التي مرت بالكاتب الراحل أحمد رجب ما حدث في حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي رواه أحمد رجب في عمود نصف كلمة بخفة ظله المعتادة.

وكتب "كل تليفونات أصدقائنا العسكرية مشغولة أو لا ترد ومصطفى وأنا معنا تذاكر دخول قصر القبة ولكن ليس معنا إذن لمن يجر المقاعد المتحركة، وقررنا عمل بروفة فوقفنا بالمقاعد المتحركة، وكلما استوقفنا بيه محترم لا يسمعنا للآخر بل يتصورنا متسولين نريد النصب عليه في قرشين، فتنهال علينا الشتائم واللعنات فوق رؤسنا، وهناك رجل ضرب مصطفى فوق رأسه بحقيبة، وأسرعت هاربًا وعاد مصطفى والحمد لله وجدت وجهه كاملًا".

رجب وفلاح كفر الهنادوة
ومما عرف عن مؤلفات أحمد رجب أن معظمها أثار جدلًا واسعًا في المجتمع المصري، وبخاصة أن معظم مؤلفاته كانت تتحدث عن الحب والعلاقات بين الزوج والزوجة، وهو ما يعتبره المجتمع المصري خطا أحمر، ومن مؤلفات أحمد رجب كتاب الحب وسنينه، وأي كلام، ويوميات حمار، وضربة في قلبك، والفهامة، ومطرب الأخبار، والأغاني للأربجاني، وصور مقلوبة، وفلاح كفر الهنادوة.

ويعتبر كتاب "فلاح كفر الهناودة" من أكثر الكتب التي أثارت جدلًا في الشارع المصري، وتحدث هذا الكتاب عن شخصية كاريكاتيرية من إبداع الكاتب الكبير أحمد رجب وريشة مصطفى حسين وظلت تطل علينا كل أسبوع عبر أخبار اليوم لتخاطب رئيس الوزراء أو رئيس مجلس الشعب وتنقل له رأي المواطن البسيط تجاه أهم القضايا المثارة، وقال الكاتب أحمد رجب: "إنه استوحى الشخصية من فلاح بسيط قابله في موقف أتوبيس".

الجريدة الرسمية