رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين طريقين


على كل واحد منا أن يسـأل نفسه: ماذا نريد من مصر؟، هل نريدها "ثائرة" على طول الخط، وتظل ميادينها مملوءة بالمعارضين، بصرف النظر عن تأثير ذلك على الاقتصاد؟، أم نرتضى طريق الصندوق الذى رسمناه منذ أن خرجنا للاستفتاء على الإعلان الدستورى الذى تم إعداده أيام المجلس العسكرى، مرورًا بانتخابات مجلس الشعب الماضية، وانتهاء بالانتخابات الرئاسية؟.


أعلم أن المعارضين للرئيس ولحكم جماعة الإخوان سيختارون طريق "الميادين المتظاهرة" حتى لو نتج عن ذلك سقوط شهداء بشكل شبه يومى، ولهم العذر فى ذلك، لأن ذاكرة الوطن لم يصبها مرض "الزهايمر"، ومشهد سقوط النظام البائد مازال فى الأذهان، علاوة على أنهم يرون أن الرئيس مرسى لم ينجز شيئا مما حلم به من خرجوا فى ثورة يناير، وبالتالى مازال يمتلكهم الخوف من استمرار "فقدان الحلم" ومن ثم يبرد الدم الذى أريق فى هذه الثورة.

أما طريق الصندوق، فسيختاره أنصار "التغيير السلمى"، والمؤيدون، وخبراء الاقتصاد "غير المسيسين"، وكل من يتأثر عمله بسبب المظاهرات، وهؤلاء يرون أن الصندوق هو الحل الأمثل، فنحن من جئنا بالإخوان للحكم، ونحن فى استطاعتنا تغييرهم من منطلق المثل القائل "يادار مادخلك شر"، حتى تدور العجلة، وحتى لايقولها الرئيس فى نهاية الـ4 سنوات: "عطلتنى المظاهرات عن تحقيق إنجازات".

أما عن نفسى أفضل الطريق الثانى، لسبب واحد لا يذكره الفريقان وهو:"كفانا دماء"، فالإخوان لن يرضوا إقصاء الرئيس بنفس الطريقة التى تمت بها إسقاط مبارك، حتى لو تدخل الجيش.. نعم حتى لو تدخل الجيش، وانظروا إلى من يملأ المساجد أثناء وجود مظاهرات عند الاتحادية، إنهم شباب من جماعة الإخوان ينتظرون نصف انقلاب على رجل القصر، أو عدم تدخل من الحرس الجمهورى أو الشرطة لحمايته، ولا أظن أنه إذا حدث هذا أو ذاك سيمكثون فى المساجد، وسيلحق بهم غالبية الإسلاميين، وستكون وقتها مجزرة على جميع الجبهات سواء فى جبهة المعارضين أو المؤيدين أو المنقلبين إذا انقلبوا !
الجريدة الرسمية