رئيس التحرير
عصام كامل

"ورنيش" لتلميع الجزم!

فيتو

ذهبت حادثة قطار أسيوط التي مات فيها 50 طفلا إلى غرفة النسيان، خاصة بعدما نجح الدكتور محمد مرسي في إشعال البلد من جديد بالإعلان الدستوري الأخير.. ولذلك لم يلتفت أحد إلى غضب جزء كبير من الصعايدة، بسبب قيام زوجة السيد الرئيس بالذهاب لدمنهور مع المرشد محمد بديع لتقديم واجب العزاء لأهالي الطفل إسلام، وهو ما لم يحدث مع أي أسرة من أسر ضحايا كارثة قطار أسيوط.. هذا الموقف زاد من غضب الصعايدة، ولكن لا أحد يسمع، ولا يوجد من هو مشغول بهذه الكارثة طالما أن الجميع مشغول بالموافقة أو الرفض للإعلان الدستوري.. ورغم أن الكارثة الأخيرة لقطار أسيوط تتطلب التركيز من الحكومة على بذل كل جهد كي لا تتكرر من جديد، إلا أن رحلتي الأخيرة إلى بلدتي في صعيد مصر كشفت لي عن إصرار الحكومة الغراء على عدم الاهتمام بتطوير السكة الحديد، حيث تم الاكتفاء بتوجيه تعليمات إلى جميع سائقي القطارات بالتهدئة والسير ببطء قبل كل مزلقان، بالإضافة إلى التواصل بالهاتف بين سائق القطار وعامل البلوك.. بالطبع هذه الخطوة أجبرت جميع القطارات على التأخر 3 ساعات على الأقل عن مواعيدها الأصلية.. وربما يقول لنا مسئولو الحكومة إن عملية تنفيذ التطوير تحتاج إلى أشهر عديدة، وربما نوافق إذا كان هذا هو الحل، ولكن عندما تكون مسافراً إلى الصعيد وتستقل أفخم القطارات وتجلس في الدرجة الأولى التي تعتبر الأغلى والأكثر راحة، وفجأة وبدون أي مقدمات تجد من يضرب على كتفك ويقول: "ورنيش.. ورنيش يا بيه.. عايز تلمع جزمتك يا بيه".. فماذا يمكن أن تقول في مثل هذه الواقعة التي تعبر بشكل واقعي عن حالة السكة الحديد في مصر.. فهذا الذي يريد أن يلمع جزمتك وأن تجلس داخل القطار في الدرجة الأولى، كيف دخل إلى هذا المكان؟.. ومن سمح له؟.. وإذا وافقت على طلبه بتلميع جزمتك.. فأين سيقوم بذلك؟.. هل سيجلس هو على الكرسي كي يلمع جزمتك.. أم سيجلس في الطرقات الضيقة.. ثم أين شرطة القطار التي من المفترض أن تكون متواجدة داخل القطار.. هل وصلنا إلى هذا الحد من التسيب والانحدار في كل شيء.. وأعتقد أن من يقول إن كل هذا كان موجوداً في السابق سيكون خاطئ وكاذب، لأن ما كان يحدث في السابق هو عدم قدرة أي من الباعة الجائلين التجول في أي مكان في هذه القطارات.. ولكن هذا ليس معناه أنني أريد العودة إلى الماضي، ولكن لا أريد ما هو أسوأ من الماضي.. لكي الله يا مصر ..!

 Gebaly266@yahoo.com

 

الجريدة الرسمية