رئيس التحرير
عصام كامل

سد النهضة وسد الحنك


...نهضة إثيوبيا طبعا.. أذكر أنه أثناء حكم العميل الذليل أن صرح وزيره للري والموارد المائية آنذاك بكل ثقة أن ملف مياه النيل أمام السيد الرئيس.. بمعنى أن السيد الوزير تخلى عن مسئوليته الأساسية التي عين من أجلها وتركها أمام الذي لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم وإذا فهم لا يفعل إلا بعد أخذ رأي الأسياد.. وعندها لم أتوقع خيرا أبدا.


وقد كان.. ترك الذي لا يقرأ ملف أمن مصر المائي إلى مدير ديوانه الذي كان له اهتمامات أخرى غير أمن مصر الذي سلمه إلى كبير سعاة الرئاسة.. وانتهزت إثيوبيا الفرصة وبدأت الاستعدادات لبناء السد ونفذت. ومازال الوزير السابق يتكلم واقترح عليه سد حنكه والاعتراف بالفشل كما فشل من قبله.. وكما يفشل المسئولون دائمًا لأن مصلحة مصر ليست على البال.

وهكذا فشل مسئولو الكهرباء وأظلمت مصر لمدة ست ساعات ويبدو أنهم يطبقون أن المساواة في الظلمة عدل وتزداد مشكلة الكهرباء سوءا طالما أن المسئولين لا يبالون بمصلحة المواطن. وأعجب كثيرًا لمن يطالب بزيادة أدنى أجر ولا يطالب بأدنى ساعات للعمل.

ونعود لسد نهضة إثيوبيا، لقد قامت إثيوبيا بعملين عدائيين الأول تحويل مجري النيل الأزرق دون موافقة مصر أو حتى إبلاغها وبدأت إنشاء سد النهضة بغير علم مصر ولم تعاقب على هذين العملين العدوانيين ضد أرض الكنانة..هل نحن خير أجناد الأرض بالكلام؟ أم بحمل رسالة سيد البشر (صلى الله عليه وسلم) فعلا..

يقول العلماء أنه توجد مياه تكفي كل دول حوض النيل إلى أن ترجف الراجفة.. نستطيع اقتسام المياه الساقطة من السماء بين مصر والسودان وإثيوبيا وقد تبلغ حصة مصر ١٥٠ مليار متر مكعب يعني ثلاثة أضعاف ما نحصل عليه الآن ونحن في حاجة إلى ١٠٠ مليار على اعتبار أن تعداد مصر قارب المئة مليون وعلى هذا تكون التنمية والإصلاح الزراعي والعمراني ونطمئن على نجاح المشاريع الكبرى مثل قناة السويس والساحل الشمالي وتوشكى وخلافه. لا تنمية ولا زراعة ولا كهرباء ولا صناعة ولا بناء ولا حتى صحافة دون مياه. وجب ألا ننسى أن مشكلة المياه أهم من توشكي ومشروع قناة السويس لأنها حياة مصر والمصريين.
الجريدة الرسمية