رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الشباب يحارب الشباب !


يبدو أن شباب مصر منحوس فيمن يتم اختياره مسئولا عنه، فبدلا من اختيار قيادة قادرة على جذب الشباب ولديها روح ووعى بحقيقة دوره تجاه الشباب، المسئول عن الشباب، لابد أن يكون مدركًا طبيعة الكلمة ودورها في خلق أجيال تحلم بغد أجمل وأجمل، المسئول عن الشباب لابد أن يكون هو من يحمل مشعل الأمل والتفاؤل والإيمان على عقيدة العمل، ولكن كل من تختاره القيادة السياسية مسئولون لا حول ولا قوة، فلا تاريخ ولا حاضر لهم، وللمرة الثالثة أقول إن اختيار وزير الشباب غير موفق على الإطلاق، فليس معقولا أن يكون المسئول عن الشباب، رجلًا عاش حياته، يستقبل بعثات ويوصلها للفنادق وإلى الملاعب، الشىء الوحيد الذي يجيده هو الظهور أمام الكاميرات والتصريحات.


وللأسف حدثت كارثتان من هذا الرجل ولا أحد انتبه لهما في زحمة الأحداث الجارية، أي منهما كفيلة بإقصائه تمامًا من وزارة الشباب وأى موقع مسئولية، من يصدق أن وزير الشباب يقول مصر ليست في حاجة إلى 4 آلاف مركز شباب؟ الأمر الثانى هو أنه اتفق مع وزير التربية والتعليم على بناء مدارس في مراكز الشباب!

ما هذا يا رجل ؟! رجل بكل بساطة وبلا أي وعى يصرح بأن مصر ليست في حاجة إلى 4 آلاف مركز شباب ؟ أين يذهب الشباب ؟ إلى أندية مصر الجديدة أو المقاهى ؟ أين يذهب الشباب ؟ إنه لم يفكر.. والسبب ببساطة أنه لا فكر ولا وعى ولا رؤية، هل قصور الثقافة تحتوى شباب مصر ؟ ياريت!

إذن ببساطة شديدة، الرجل جاء فوجد أن مراكز الشباب تحتاج جهدا وعملا جبارًا، فبدلا من العمل وبذل الجهد قرر إراحة نفسه من هذا الأمر - كما أكد لى أحد المسئولين - والادعاء بأن مصر ليست في حاجة إلى مراكز الشباب وإلقاء الكرة في ملعب وزارة التربية والتخريب (التعليم سابقًا)!

بدلا من إعادة الدور الحقيقى لمراكز الشباب قرر التخلص منها، العجيب أننا لا نتعلم من تجاربنا، عندما تحولت ملاعب المدارس إلى فصول فسد التعليم وأيضًا الصحة العامة والرياضة، وها نحن نكرر ما حدث بشكل عكسى، وها تتفق وزارتا الشباب والتعليم على تدمير المتنفس الوحيد الذي قد يلجأ إليه خاصة في القرى والنجوع.

وبعد.. هل في زفة وفرحة تطوير قناة السويس يقوم وزير الشباب بتدمير ما بقى من بقايا مراكز الشباب والعملية التعليمية!؟ ومتى تتنبه القيادة السياسية أن وزير الشباب يعمل ضد الشباب إلا إذا القيادة متواطئة مع هذا الوزير الفاشل ؟
الجريدة الرسمية