مصر تعود إلى عصر " اللمبة الجاز".. انقطاع الكهرباء يوقف حركة المترو ويثير أزمة مرورية.. اشتباكات في مواقف الميكروباص وزحام على سيارات التاكسي.. شلل في السوق التجاري وأعطال في الاتصالات والإنترنت
الشلل التام يصيب الهيئات والمصالح الحكومية الحيوية؛ بسبب أزمة الكهرباء التي لم تتوقف عند حد انقطاع التيار عن المنازل مدة ساعة أو ساعتين، بل وصلت لأكثر من 6 ساعات متواصلة في بعض مناطق القاهرة، وامتدت الأزمة إلى محطات المترو التي تعطلت صباح اليوم، بسبب حدوث عطل فنى مفاجئ بالدائرة "القاهرة 500 ك.ف" غرب القاهرة، والذي ترتب عليه توقف بعض الدوائر الفرعية وانقطاع الكهرباء عن بعض أنحاء الجمهورية؛ لتعود مصر بذلك إلى عصر اللمبة الجاز.
ومع حدوث العطل وبدء خروج الوحدات بالتوالي، وصل العجز بالشبكة القومية الناتج عن خروج وحدات التوليد إلى قرابة 8000 ميجاوات صباح اليوم، إلا أنه تم السيطرة على الموقف وتم إدخال أكثر من 4 آلاف ميجاوات إلى الخدمة مرة أخرى.
وادى انقطاع الكهرباء إلى حالة من الارتباك في عدد من مستشفيات الجمهورية، في ظل وجود حالات مرضية تحتاج إلى رعاية خاصة ولا يمكن إيقاف الأجهزة التي تساعدها على البقاء على قيد الحياة عن العمل، وهذه الأجهزة لا يمكنها العمل بدون تيار كهربائي، ولم تنتهي الأزمة عند حد المستشفيات، ولكنها امتدت إلى الاتصالات، حيث ادى انقطاع الكهرباء عن انخفاض قدرة شركات الاتصالات بنسبة 10% بسبب انعدام وجو\د التيار الكهربائي، كما أصيبت شبكات الإنترنت ببطئ شديد بسبب انقطاع الكهرباء، فضلا عن توقف العديد من المصانع التي تحتاج إلى كهرباء للعمل بها، وتضرر عدد كبير من المستثمرين في مجال الأغذية بسبب التلفيات والأضرار التي لحقت ببضاعتهم المخزنة في الثلاجات.
وانتقلت الأزمة إلى المرور، فبعد تعطل حركة المترو تكدس الركاب على مواقف الميكروباصات واتوبيسات النقل العام، ووصل الأمر إلى حد الاشتباكات بالألفاظ والأيدي بين عدد من المواطنين وسائقي الأجرة، وحاول بعض سائقي الميكروباصات استغلال الأزمة وزيادة الأجرة في بعض المواقف البعيدة عن الرقابة، كما شهدت شوارع وسط البلد زحاما على التاكسيات.
ووصلت الأزمة إلى انقطاع الكهرباء عن عدد من المباني الوزارية، والدوائر الحكومية المهمة، وتعطلت خدمات البريد، بسبب انقطاع الكهرباء، وتوقفت حركة الحوالات البريدية، وأعرب المواطنون أمام مكاتب البريد عن استيائهم؛ بسبب انقطاع الكهرباء.
وتوقفت الحركة في بعض المحال التجارية الشهيرة بوسط القاهرة، كما شهد سوق التربيد والتكييف بشارع نجيب الريحاني ارتباكا شديدا، وتعطلت العديد من ورش إصلاح الثلاجات والتكييفات بالشوارع الجانبية لنجيب الريحاني عن العمل، كما شهد السوق التجاري بشارع الجمهورية حالة من الارتباك، كما امتدت الأزمة إلى البنوك والمصارف.