رئيس التحرير
عصام كامل

اجتمعنا لنفترق


عندما يكون هناك قبائل أو فرق أو جماعات تتناحر فيما بينها لا من أجل بناء الوطن ولكنها من أجل سلطة لا جذور لها فلا بديل عن الديكتاتورية فهى تخلق نفسها من أشخاص يأثرون مصلحة وطنهم على أنفسهم فالوطن أولا وقبل كل شىء.

فمهما أخذت الديكتاتورية من أشكال ومهما كان الديكتاتور عادلا أو ظالما فهو نظام يفرض نفسه في وطن لا يجمع أبناءه مبدأ واحد فهم مختلفون متناحرون برغم اتحادهم الظاهرى. فالديكتاتورية برغم سمعتها السيئة فإن لها من المميزات ما يجعلها الحل الوحيد في وطن معين مشتت الأوصال لربط مفاصل هذا الوطن وكذلك الديمقراطية برغم سمعتها الحسنة إلا أنها لها من العيوب ما يجعل أبناء الوطن ينبذوها في بعض الأحيان.

فلا يصلح نظام معين لكل زمان ومكان فلكل وقت ومكان النظام الصالح له. فإن من يعتقد أن البلاد التي صنعت الديمقراطية وصدرتها لنا مع منظمات حقوق الإنسان يطبقوها على أنفسهم فهو مخطئ فهم أنفسهم ما يحكمون بالديكتاتورية وينتهكون كل الحقوق الفعلية للإنسان حتى على أراضيهم فهناك نظام ثابت لا يتغير بتغير الحكومات خريطتها تنفذها حكومات تلى الأخرى وشعوبهم تلهيهم رغد العيش والرفاهية عن حقوق الآخرين حتى الذين يحملون نفس جنسيتهم فتلك الحكومات لديها من الأكاذيب التي تعرف جيدا حبكها على شعوبهم وتبرير كل جرائمهم على الشعوب الأخرى.

فعلى الحكومات العربية أن تخلق أساليب مبتكرة تكشف أكاذيب هؤلاء وعملائهم. فالخطر الحقيقى على مصر الآن تلك المنظمات المسماة بمنظمات المجتمع المدنى والتي انتشرت بشكل مخيف وأصبحت ليس كغرض نشأتها بأنها منظمات غير حكومة لا تهدف للربح ولكنها أصبحت منظمات تبحث عن تمويل خارجى أو داخلى تنفذ به وبطريقة شرعية طلبات الممول وهى أيضا تبحث عن الظهور واستقطاب أشخاص عامة لتزداد بريقا وتجذب الممولين الذين يزيدوها بريقا وشهرة حتى تحقق لهم مآربهم.

فمعظمهم جواسيس بطريقة شرعية ظاهرها العمل العام وتقديم الخدمات العامة ولكن باطنها شىء مختلف. فكيف لشخص لا يعمل ولا يملك قوت يومه وكل ما استطاع فعله هو تأسيس جمعية الغرض الأساسى منها هو مصدر رزق له ويحلم بالثراء طبعا إذا حالفه الحظ والتوفيق ووجد من يجنده لصالحه بالتمويل الوفير.

فإذا نظرنا إلى جماعة الإخوان الإرهابية تجدهم في ظاهرهم التقوى ونشر الدعوى ورعاية المحتاجين وغيرها ولكن باطنهم دمار وشر ولكن دمارهم وشرهم لا يراه اتباعهم على حقيقته فهم يرون الإرهاب جهادا ويكبرون عند ذبح الأبرياء.

وإن اختلف الأسلوب فكثير من منظمات المجتمع المدنى والحركات والجبهات وغيرها وجههم في ظاهرها كمثل الإخوان الإرهابيين بل باطنهم أشد خطرا. فلا تصدق كل ما تراه على التلفاز أو الفضائيات من أشخاص يسمعونك معسول الكلام فانظر إلى أفعالهم ومن وراء تمويلهم ومن هم الأشخاص الذين ينتمون إليهم وهل هم يسيرون وفق نظام الدولة أم لهم نظام آخر ودولة أخرى داخل الدولة.

والله أشعر بالكآبة والحزن وأنا أسطر تلك السطور ولكنها الحقيقة المرة وللأسف أنا لا أعرف أن أقول غير ما أراه حق وأؤمن به.
فالكل زائل ولن يبقى غير تراب هذا الوطن، فماذا يفيد أن أنافق أو أكذب من أجل ماذا فكل شىء زائل ولا يبقى غير وجه الله العلى العظيم.

فلا أحد يستحق الشكر والتقدير غير قواتنا المسلحة من أصغر جندى إلى أكبر رتبة بها ورجال الشرطة والأمن الوطنى والقضاء فهم أعمدة الدولة الحقيقية التي لولها لانهارت الدولة نعم نريد لهذه المؤسسات التطوير ولكن عندما تتطور مؤسسات الدولة ويتطور المواطن المصرى سيتغير كل شىء بالتبعية فكل ما نراه في أجهزة الدولة لا يعجبنا ما هى إلا مرآة لسلوك المواطن العادى والحالة العامة في الوطن.
وفقنا الله لما فيه صالح الأمة ولك الله يا مصر وفقك الله ورعاك
الجريدة الرسمية