رئيس التحرير
عصام كامل

أشهر خمس كتاب عرب أوردتهم أفكارهم منياتهم.. السباعي قتل بقبرص أثناء قراءة إحدى المجلات.. "فودة" اغتالته يد الجماعات المتطرفة.. وكنفاني دفع ثمن القضية الفلسطينية.. وفرعون قتلوه بسبب "الدروب الوعرة"

فيتو

مشهد اغتيال الكتاب والأدباء وأصحاب الرأى يتكرر كثيرًا بسيناريوهات مختلفة وأماكن عدة، لكن آلة الموت تظل عاملا مشتركا تحصد أرواحهم، وأصبحت الأفكار التي يعتنقها الكاتب عبئا ثقيلا على أكتافه، وربما تدفعه إلى مصير مجهول، ويبقى دائما الفاعل في هذه الجرائم مجهولا، وإن كانت أصابع الاتهام دائما ما توجه إلى الجماعات المتطرفة أو الموساد الإسرائيلى.


ولعل أبرز الكتاب العرب الذين تم اغتيالهم من قبل مجهولين الأديب المصرى يوسف السباعى، والكاتب فرج فودة، والكاتب والمؤرخ جمال حمدان، والأديب الفلسطينى غسان كنفاني، والجزائرى مولد فرعون، ولم يسلم الأديب العالمى نجيب محفوظ من هذه المحاولات إلا أن القدر أنقذه.

يوسف السباعى

عوقب الأديب المصرى يوسف السباعى، على أفكاره التي اعتنقها، والأراء السياسية التي ساندها بالقتل، حيث اغتيل بقبرص في 18 فبراير عام 1978 أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمر آسيوي أفريقى بأحد الفنادق هناك، لتأييده لمبادرة السادات بعقد سلام مع إسرائيل.

ولد السباعى في الدرب الأحمر، بالقاهرة وفى يونيو 1917، وكان محبا للأدب ويجيد الرسم منذ الصغر وبدأ يعد مجلة يكتبها ويرسمها وتحولت المجلة إلى مجلة للمدرسة بعد أن أعجبت إدارة المدرسة بمجلة التلميذ يوسف محمد السباعى، وأصبحت تصدر باسم "مجلة مدرسة شبرا الثانوية"، ونشر بها أول قصة يكتبها بعنوان (فوق الأنواء) عام 1934، وكان عمره آنذاك 17 عاما ولإعجابه بها أعاد نشرها فيما بعد في مجموعته القصصية (أطياف) 1946.

التحق السباعى بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1937، وفى 1940 بدأ بالتدريس لطلبة الكلية الحربية - سلاح الفرسان، وأصبح مدرسا للتاريخ العسكري بالكلية الحربية عام 1943، واختير مديرا للمتحف الحربى عام 1949، وعام 1956 عين سكرتيرا عاما للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم، وله العديد من المؤلفات، أبرزها "رد قلبى، بين الأطلال، البحث عن الجسد، لست وحدك، العمر لحظة، مبكى العشاق"، وغيرها من المؤلفات التي أثرت الثقافة المصرية.

فرج فودة

اغتيل الكاتب والمفكر، فرج فودة، على أيدى اثنين من الشباب المتطرف المنتمى إلى الجماعات الإسلامية، كانت أفكاره، وآراه التي تهاجم التطرف والإرهاب السبب الرئيسى في اغتياله.

تعرض فودة للقتل أثناء توجهه هو وابنه وصديق ابنه لركوب سيارته، إلا أن أحد الشباب أطلق النيران صوبه وتمكن من إصابه فودة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب ابنه وصديقه بإصابات طفيفة، وفرا هاربين.

كان فودة مفكرًا وأديبا ولد بقرية ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في 20 أغسطس 1945 واهتم بالإصلاح، خاصة للطبقة الوسطى ومحاربة الإرهاب والتطرف الذي ظهر بفجاجه آنذاك، وظهر ذلك في العديد من مؤلفاته، أبرزها "الحقيقة الغائبة، زواج المتعة، حوارات حول الشريعة، الطائفية إلى أين؟، الملعوب، نكون أو لا نكون، الوفد والمستقبل، حتى لا يكون كلاما في الهواء، وغيرها من المؤلفات.


جمال حمدان
لم يختلف الأمر كثيرا مع الكاتب والمؤرخ، جمال جمدان، الذي عثر على جثته ميتا والنصف الأسفل منها محروقًا، واعتقد الجميع أنه مات متأثرًا بالحروق، ولكن التقارير أثبت أنه لم يمت مختنقًا بالغاز، كما أن الحروق ليست سببًا في وفاته، لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة.

ربط المقربون من د. حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها، وعلى رأسها كتابه عن اليهودية والصهيونية ويقع في ألف صفحة وكان من المفروض أن يأخذه ناشره يوسف عبد الرحمن، والكتاب الثاني: العالم الإسلامي المعاصر، وله كتاب قديم عن العالم الإسلامي كتبه سنة 1965، ثم عاد وأكمله وتوسع فيه بعد ذلك لدرجة أنه أصبح كتابًا جديدًا، والكتاب الثالث: عن علم الجغرافيا، بمقتله، خاصة أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتبه وأوراقه، ويعد حمدان كاتب ومؤرخًا، أصدر العديد من المؤلفات أبرزها "اليهود إنثروبولوجيا".

غسان كنفاني

اغتيل الأديب والروائى الفلسطينى، غسان كنفانى، على يد مجهول في بيروت، ولكن أصابع الاتهام اتجهت للموساد الإسرائيلى، حيث وضع مواد متفجرة في سيارته، وعند استقلها وأدار محرك السيارة انفجرت، وخلف الانفجار العنيف فجوة كبيرة في المكان الذي كانت تقف به السيارة، وأدى إلى تحطيم نوافذ العمارة بأكملها التي كان يقطن بها غسان مع زوجته الدنماركية "آني".

وعثر المحققون في موقع الانفجار على قصاصة ورق عليها شعار إسرائيل "نجمة داود السداسية" مكتوب عليها عبارة "مع تحيات سفارة إسرائيل في كوبنهاجن"، والمقصود بهذه العبارة السخرية من زواج غسان من فتاة دنماركية، ويعد غسان من عمالقة الكتاب الفلسطينيين، حيث أصدر العديد من الروايات والقصص القصيرة.

مولود فرعون

قتل الأديب الجزائرى، مولود فرعون على يد متطرفين، في وضح النهار، حيث تم اقتياده هو وخمسة من العاملين في قطاع التعليم من غرفة الاجتماعات وأمروهم بوضع أيديهم في اتجاه الحائط، وبعدها انطلقت آلة الموت تحصد الأرواح البريئة.

يعد "فرعون" أحد أبناء المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، وله العديد من المؤلفات والروايات، أبرزها "الدروب الوعرة"، و"ابن الفقير"، والتي أعيد نشرها في مصر ضمن سلاسل الثقافة الجماهيرية، كما ألف كتاب "يوميات معركة الجزائر".
الجريدة الرسمية