حرب الإخوان ضد الأقباط
نعم هي كذلك وليس في الأمر مبالغة. فعلى سبيل المثال هناك اتهامات مؤخراً من قبل قيادات التنظيم السري للإخوان، منهم الدكتور محمد البلتاجي بأن النسبة الأكبر من المحتجين أمام الاتحادية كانت من الأقباط. ومنها مثلاً قولهم أيضاً أن الأقباط أعطوا أصواتهم للفريق أحمد شفيق. ومنها تحرشاتهم الكثيرة بالكنيسة الأرثوذكسية وباقي الكنائس.
بالطبع من حق الأقباط أن يعطوا أصواتهم لمن يشاءون، فمنح الأصوات للإخوان أو لحلفائهم ومن السلفيين والأحباء ليس وطنية. ولا منح أصواتهم للقوى الديمقراطية. فهذا حق لهم وحق لكل مواطن. كما من حق أي مواطن مسيحي أو مسلم أن يمارس كل الاحتجاجات السلمية الديمقراطية لإسقاط مرسي، أو للضغط عليه، أو للحشد ضده من أجل إسقاطه هو وتنظيمه السري في الانتخابات القادمة.
نعود للسؤال الأساسي: هل هناك حرب ضد الأقباط من جانب الإخوان وحلفائهم وأحبائهم؟
بالطبع،
وهذا أمر بديهي، فتيار الإسلام السياسي ليس لديه مشروع حقيقي لنهضة البلد. وليس لديهم
برنامج تفصيلي للتقدم في كل المجالات. وهذا لا يحتاج إلى تدليل، فهذا واضح تماماً
منذ حصولهم على الأغلبية البرلمانية، ومنذ تولي مرسي للموقع الرئاسي.
فمشروعهم الوحيد هو تحويل مصر إلى دولة دينية في الأغلب الأعم سيكون قريب الشبه بنظام الملالي في إيران. ولكي يمرروا هذا المشروع سيمارسوا تدريجياً الاستبداد. وكان هذا على سبيل المثال واضحاً في الدستور، وفي الانتهاكات التي يمارسونها ضد الصحفيين والإعلاميين .. إلخ.
فما هو الخطاب الذي سيبيعونه للناس لتمرير هذا الاستبداد؟
ليس لديهم مكاسب اقتصادية ليقدموها. والطريق الوحيد أمامهم، تصوير المعركة السياسية في مصر باعتبارها معركة كُفر وإيمان. وهذا فعلوه منذ الاستفتاء الأول على التعديلات الدستورية ويمارسونه يومياً. ومعركة الكُفر هذه سوف يكون وقودها، الخصوم السياسيين من المسلمين والذين يتم تكفيرهم. والجناح الثاني فيها هو التكفير السياسي والديني للأقباط باعتبارهم ضد الإسلام، لأنهم يرفضون مشروع الدولة الدينية الإخواني السلفي.
لذلك فالحرب ضد الأقباط لن تهدأ، بل سوف تزيد، وستصل إلى العنف. فهم للأسف ومعهم المسلمون الرافضين للدولة الدينية، هم الوقود الذي يبقي الإخوان وحلفائهم في السلطة إلى ما شاء الله.