رئيس التحرير
عصام كامل

30 عامًا على رحيل محمد نجيب.. شارك في حرب فلسطين وقاد "الضباط الأحرار" خلال ثورة يوليو.. أول رئيس لمصر بعد إلغاء الملكية.. وعزله مجلس الثورة في فبراير 1954

محمد نجيب..
محمد نجيب..

تميز اللواء محمد نجيب منذ طفولته بالوطنية، لم يكن زعيماً سياسياً من فراغ فشجاعته وبطولته جعلته قائداً لثورة يوليو وأخلاقه جعلته محبوباً لدى الجنود داخل صفوف الجيش شارك فى حرب فلسطين وله عدة بطولات تشهد له بالبطولة على مدار تاريخه ، وهو أول حاكم مصري يحكم مصر في أول نظام جمهوري مصري وذلك بعد نجاح ثورة ٢٣ يوليو والتي كان على رأسها اللواء أركان حرب محمد نجيب، والتي كان من أبرز نتائجها عزل ملك مصر فاروق الأول ونفيه إلى إيطاليا.


ولد محمد نجيب في السودان في عام ١٩٠١م لأب مصري من قرية النحارية، وأم مصرية من المحلة الكبري، واسمه كاملاً محمد نجيب يوسف عباس القشلان، بدأ والده يوسف نجيب حياته مزارعا في قريته النحارية مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية في مصر، وهى بجوار قرية إبيار الشهيرة.

نوازع الوطنية
وبدت علي محمد نجيب النوازع الوطنية منذ سن مبكرة منذ كان في الابتدائية حينما دخل في نقاش مع أحد مدرسيه الإنجليز حول من يحكم مصر، يقول محمد نجيب في مذكراته: "كنت طالبا في السنة الثانية بالكلية 1914 وجاء المستر "سمبسون" ، مدرس اللغة الإنجليزية، ليملي علينا قطعة إملاء جاء فيها: أن مصر يحكمها البريطانيون، فلم يعجبني ذلك. وتوقفت عن الكتابة. ونهضت واقفا وقلت له: لا يا سيدي مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليا وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي وغضب وأصر علي أن أذهب أمامه إلي مكتبه وأمر بجلدي عشر جلدات علي ظهري واستسلمت للعقوبة المؤلمة دون أن أتحرك أو أفتح فمي " .

الشهيد الحي
شارك نجيب فى حرب فلسطين عام 1948 وأصيب في هذه الحرب 7 إصابات لم يسجل منها سوي ثلاثة إصابات خطيرة "لذلك تم وضع شارة بالرقم ( 3 ) على بدلته العسكرية الرسمية" ، وكانت أخطرها الإصابة الثالثة والأخيرة في معركة (التبة 86) في ديسمبر 1948، حيث أصيب برصاصات أثناء محاولته إنقاذ أحد جنوده عندما تعطلت دباباته، وكانت إصابة نجيب شديدة حيث استقرت الرصاصات علي بعد عدة سنتيمترات من قلبه، وحينما اختبأ خلف شجرة وجد الدم يتفجر من صدره، وكتب وصية لأولاده قال فيها  "تذكروا يا أبنائي أن أباكم مات بشرف. وكانت رغبته الأخيرة أن ينتقم من الهزيمة في فلسطين ويجاهد لوحدة وادي النيل".

وعندما تم نقله إلي المستشفى اعتقد الأطباء أنه استشهد، ودخل اليوزباشي صلاح الدين شريف لإلقاء نظرة الوداع علي جسده فنزع الغطاء وسقطت دمعة علي وجه محمد نجيب وتحققت المعجزة فقد تحركت عيناه فجأة فأدرك الأطباء أنه لا يزال علي قيد الحياة وأسرعوا بإسعافه، وقتها حصل علي " نجمة فؤاد العسكرية الأولي" تقديرا لشجاعته في هذه المعركة مع منحه لقب البكوية فقد كان أول ضابط مصري يقود ما يربو علي الفيلق بمفرده.

قائد الضباط الأحرار
عرض عليه جمال عبد الناصر قيادة تنظيم الضباط الأحرار بعدما حدثه عبد الحكيم عامر أركان حرب اللواء نجيب وقتها عن حديثه الذى تيقن به بعد أن عاد إلى القاهرة بعد حرب فلسطين والذى كان يردده دائما أمام من يثق به من الضباط " أن العدو الرئيسي ليس في اليهود وبقدر ما هم هؤلاء الرجال الذين يرتكبون خلف ظهورنا الآثام و الموبقات يطعنون شرفهم بما يرتكبون من حماقات، وكان يردد دائما أن المعركة الحقيقة في مصر وليست في فلسطين" ولأن عبد الناصر كان يريد أن يقود التنظيم أحد الضباط الكبار لكي يحصل التنظيم علي تأييد باقي الضباط، كان اختيار تنظيم الضباط الأحرار لمحمد نجيب سر نجاح التنظيم داخل الجيش، فكان ضباط التنظيم حينما يعرضون علي باقي ضباط الجيش الانضمام إلي الحركة كانوا يسألون من القائد، وعندما يعرفون أنه اللواء محمد نجيب يسارعون بالانضمام.

انتخب نجيب رئيسا لمجلس إدارة نادى الضباط فى ١ يناير ١٩٥٢ بأغلبية الأصوات وأمر الملك فاروق بحل المجلس. اختاره الضباط الأحرار قائدا لثورة ٢٣ يوليو وشكل أول وزارة بعد استقالة على ماهر باشا عام ١٩٥٢ ويقول نجيب فى مذكراته" : انتخابات نادي الضباط كانت هي الخطوة الفعالة الأولي في طريق ثورة يوليو. فقبل انتخابات النادي كانت اللجنة التنفيذية لتنظيم الضباط الأحرار تعتقد أنه ليس من الممكن القيام بالثورة قبل عام 1955.. لكن بعد الانتخابات أحس الضباط بمدي قوتهم.

رشح محمد نجيب نفسه رئيسا لمجلس إدارة النادي لجس نبض الجيش واختبار مدي قوة الضباط الأحرار وتحديا للملك.. وقبل الملك التحدي.ورشح حسين سري عامر. كانت الانتخابات أول اختبار حقيقي لشعبية محمد نجيب داخل الجيش".

اختاره الضباط الأحرار قائداً لثورة 23 يوليو وبعد نجاح الثورة كان هو واجهتها لكبر السن والرتبة ولتاريخه المشرف وشكل أول وزارة بعد استقالة "على ماهر" باشا عام 1952 ، وتولى رئاسة الجمهورية عام 1953 ، ثم ما لبث أن نشبت النزاعات بينه وبين الضباط الأحرار وكانت الخلافات قد تزايدت فقدم نجيب استقالته فى فبراير 1954 وأصدر مجلس القيادة بياناً بإقالته واندلعت المظاهرات المؤيدة له، وتم عزله وتحديد إقامته وأفرج عنه السادات بعد حرب 1973 م إلى أن توفى فى 28 أغسطس من عام 1984 م.
الجريدة الرسمية