اضحك مع مرسى
سبب الضحك هو كلمة الرئيس فى اللقاء الأول للمنتدى المصرى للسياسات الخارجية، فقد صال وجال وكأن هناك بالفعل سياسة خارجية له وللتنظيم السرى الذى ينتمى إليه. فقد قال إن هناك ثلاثة مراحل فى رؤيته الأولى هى التى تشكلت فى حزب الحرية والعدالة والثانية هى التى قالها فى حملته الانتخابية للمنصب الرئاسى والثالثة هى ما قاله فى هذا المنتدى.
الأمر يشبه بالضبط مشروع النهضة الذى روجه التنظيم السرى للإخوان باعتباره الذى سوف يجعل مصر جنة، ثم انتهى الأمر بأن قال قادة التنظيم السرى ومنهم مرسى "إن الإعلام فهم غلط مفيش مشروع للنهضة"، وقال بعضهم "أصل النهضة تحتاج إلى شعب متحمس ...إلخ".
ذات الأمر فقى السياسة الخارجية، فمن كانوا أعداء للإخوان قبل الثورة أصبحوا أصدقاء حميميين. منهم على سبيل المثال الإدارة الأمريكية التى كانوا يطالبون بإغلاق سفارتها مرات ومرات، لكنهم الآن يحرصون على رضائها. كما يحرصون على رضاء الشيطان الأكبر الذى يعادى الإسلام وهو الغرب كما كانوا يقولون. واسرائيل العدو الذى تاجرت به الجماعة قبل الثورة وكانت كأنها "ماسكة زلة لمبارك"، ثم اتضح أن رئيس دولة إسرائيل هو صديقهم الحميم. وقدموا له أكثر مما قدم مبارك. فقد تولوا هم "تظبيط" حليفتهم منظمة حماس فى غزة حتى لا تزعج الذى كان "عدوًا صهيونياً".
هل هذه سياسة خارجية مستقلة؟
بالطبع لا، ولكنها انتهازية لا يهمها مصلحة البلد. ولاحظ أنهم أخرجوا وزارة الخارجية من المشاركة فى أى شيئ، وأصبح الأمر كله فى يد عصام الحداد مستشار الرئيس مرسي. فهدفهم الخارجى الأول هو التحالف مع الإسلاميين فى المنطقة. حماس فى غزة والإخوان والإسلاميين الذين يشاركون فى الحرب ضد بشار الأسد. وهذا الاتفاق الأيديولوجى هو الذى يعطل التحالف مع الملالى فى إيران لأنهم شيعة وليس بسبب المصلحة السياسية والاقتصادية للدولة المصرية.
ليست هناك مبالغة فى أن التنظيم السرى للإخوان يسعى لبناء خلافة إسلامية سنية انطلاقها من مصر، ولكنها تمتد إلى سوريا وليبيا وتونس و … و.. إلخ.