مارينا ولا تغدينا
..يقولون إن مارينا منتجع سياحي صيفي للأغنياء وأنا أقول إنه للفقراء الذين كانوا أغنياء. في عام ١٩٨٠ كنت أعمل مهندسا استشاريا في بوسطن بالولايات المتحدة واتصل بي صديقي المهندس صدقي قنديل وأخبرني أنه اشتري مليون متر مربع حوالي٢٢٠ فدانا في الساحل الشمالي ويريد عمل مشروع سياحي فريد وجديد وأرسل لي بعض تفاصيل الموقع.
وبعد المشاورات اللازمة قام شريكي المهندس المعماري النابغة الأمريكي بيتر بوضع تخطيط معماري عصري لهذا المشروع وإرساله إلى المهندس صدقي بالكويت بعد دراسات مضنية ومن جهته قام صدقي بالإعلان عن المشروع وتم بيع كافة الوحدات بسرعة حتى إنني لم أتمكن من حجز فيلا لي وأنا المهندس الاستشاري الأصلي والوحيد للمشروع وعندما بدأنا في تجهيز الرسومات لدعوة شركات المقاولات للتنفيذ توقف المشروع لوجود خلافات بين المساهمين وذهب المشروع أدراج الرياح.
ومرت سنوات وظهرت مارينا بنفس التخطيط تقريبا وكنت أول من أدخل اللاجون- البحيرات - في هذه المشاريع في مصر وضاع حقي كما تضيع حقوق الفكر وخلافه..قال سيد البشر (ص): إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق..
وهذا ما نحتاجه فعلا لإتمام إصلاح بلدنا التي يلزمها العمل الصالح الذي يسهل أمور العباد ولا تعذبهم. والذي يزيد الإنتاج الذي نحتاجه لدوران عجلة الاقتصاد وازدهاره. الكلمة الطيبة صدقة.. من ثقافة المصريين لاقيني ولا تغديني والابتسامة صدقة والصدق صفة أساسية في المؤمنين..من غشنا فليس منا.
الاستغلال على أشدة في مارينا..مستوي الفنادق في الحضيض.لا اعتبار للسياحة ولا لسمعة مصر. أربع فتيات بريطانيات لاقوا الأمرين في مارينا ولولا أني وبناتي أكرمنهن حبا في مصر لكن عدن إلى بلدهن يحملن أسوأ الذكريات..فالسياحة علم ومعرفة وتجارة وإنتاج..ليس عيبا أننا لا نعرف..لذا يجب أن نتعلم فن تسويق السياحة..
مصر فيها نحو ٣٥ في المائة من آثار العالم حتى الآن.. يجب أن نعمل على أن يزورنا ٥٠ مليون سنويا وهذا ليس وهما إنه العمل الصالح في حب مصر...زرت سلوفينيا كعضو في جمعية اللاعبين العالمية وهي بلد صغير المساحة والتعداد لكنها نظيفة تهتم بالسياحةً وليس لها آثار غير قصة حب سجلتها على الجدران..آه لو كنت معي نختال عبرة..كم من قصص الحب في أرض الكنانة مسجلة على الأعمدة..هل سمعتم على اللحام على البارد. إنه نظرية علمية مطبقة على أعمدة الكرنك!!.