رئيس التحرير
عصام كامل

اتهامات بقتل المتظاهرين ودفاع باستخدام «القرآن الكريم».. العادلي يرتدي ثوب الواعظين ويبدأ مرافعته: «رب اشرح لي صدري».. وكلمات عدلي فايد تبكي القاضي.. و«عبد الرحمن»: «

محاكمة القرن - صورة
محاكمة القرن - صورة أرشيفية

قضايا مختلفة وتهم تطول رموز نظام مبارك، لكن اللافت على مدى محاكمات ومئات الجلسات كان اتفاق المتهمين على استخدام كلام الرحمن، وآيات الذكر الحكيم في الدفاع عن أنفسهم، استنادا ببعض السور القرآنية التي تظهر أنهم مستضعفون، ومن أبرز هذه القضايا التي شهدت تبارزا في استخدام «القرآن» محكمة القرن التي يحاكم فيها الرئيس الأسبق ووزير داخليته حبيب العادلي، وستة من مساعديه في قتل المتظاهرين.


وفي الأمس، استمعت محكمة جنايات القاهرة، لليوم الثاني على التوالي برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، المتهمين بقضية قتل المتظاهرين، ، والتي تضمنت اقتباسات إيمانية، لاقت سخرية من المتابعين والنشطاء.

العادلي واعظًا 

كان أول المتحدثين من بين المتهمين اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، الذي ظل مرارا وتكرارا يطلب من المحكمة الحديث إليها والدفاع عن نفسه؛ حيث استمرت مرافعته 5 ساعات وأنكر في تعقيبه كل التهم الموجهة له، بدأ مرافعته قائلا: أبدأ بقول الله - تعالى -: "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي".

وأردف العادلي: "قدمت مذكرة بتعليقي على الأحداث في شهر فبراير 2012 عما حدث، وأنا على يقين أنكم قرأتم كل ما بها، وقلت فيها: إن ما حدث في 25 يناير كان حلقة من حلقات مؤامرة خارجية، مخطط له أهداف إستراتيجية كانت تستهدف مصر، وليست مصر فقط بل والوطن العربي تحت ما سمي بالربيع العربي، ويا ليته كان ربيعًا أو خريفًا، بل كان انهيارًا للدول العربية".

وتابع العادلي: "وإذا كان الله أنقذ مصر في وقت مناسب، إلا أننا نشاهد ما يحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وهو ما يؤكد أن هذا المخطط يستهدف الأمة العربية كلها، مخطط نفذه متسللون تسللوا يوم 27 يناير، وتنفيذه بدأ يومي 27 يناير و28 يناير، وشوهد هؤلاء الأجانب في كافة مسارح الأحداث إلا أنه للأسف الشديد لم ينصت لي أحد".

كلمات فايد تبكي القاضي

كما استمعت المحكمة لتعقيب اللواء عدلي مصطفى فايد، مساعد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي لقطاع الأمن العام.

بدأ فايد دفاعه بتلاوة بعض الآيات القرآنية، مؤكدا أنه عمل في مجال الأمن الجنائي لمدة 40 عاما منذ أن كان ضابطا بالإسكندرية ثم سوهاج ثم أسيوط ثم مديرية أمن الجيزة، وأخيرا مصلحة الأمن العام.

وانهمر فايد في البكاء في ختام تعقيبه وهو يطالب المحكمة أن تظهر براءته أمام الجميع قائلا: «والله العظيم والله العظيم لم أتلق أي تعلميات أو تلمحيات لقتل المتظاهرين».

وتابع: "سيدي القاضي اقض بما أنت قاض به وأنني يا سيدي وزملائي في قفص الاتهام على يقين بأنكم لستم قضاة أوراق بحسب وأنتم قضاة بشر".

وتسببت كلمات فايد للمحكمة، في بكاء المستشار الرشيدي قاضي رئيس المحكمة، الذي حاول إخفاء دموعه بمسح وجهه بمنديل، وخلع نظارته.


دفاع حسن عبد الرحمن

من جانبه دعا اللواء حسن عبد الرحمن، مدير جهاز أمن الدولة السابق، في بداية مرافعته أمس الأحد، أمام محكمة الجنايات، قائلًا: "اللهم إني مظلوم فانتصر".

وقال اللواء حسن عبد الرحمن: "ذكرت في مذكرتي عن مدى مشاركة جماعة الإخوان المحظورة في المؤامرة مدعومة بعناصر وقوى ودول أجنبية، كما أشرت إلى مذكرة تحريات جهاز أمن الدولة المحررة بتاريخ 24 فبراير 2011 والتي قدمت إلى النيابة العامة بتاريخ 26 فبراير 2011 والمرفقة بأوراق الدعوى وفيها العديد من الإشارات إلى وجود ذلك المخطط ورصد العناصر التي تخدم أهدافه ودور جماعة الإخوان فيه ورصد وضبط بعض العناصر الأجنبية التي تخدم أهدافه وتسليمها للقوات المسلحة".

وأضاف: إنه أشار إلى أن التطورات أكدت وجود مخطط فعلي يستهدف إعادة رسم ملامح المنطقة وفق أسس ومعايير دينية وعرقية من شأنها تحويل الدول العربية إلى دويلات صغيرة لصالح طموحات ونفوذ قوى إقليمية ودولية.

الشاعر يفوض محاميه

بينما رفض اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة الأسبق التعقيب بنفسه، وفوض دفاعه الدكتور علي الجمل المحامي للتحدث بدلًا منه، وأخرجت المحكمة إسماعيل الشاعر من قفص الاتهام وأجلسته وراء دفاعه بقاعة المحكمة.

وقدم الدكتور علي الجمل مذكرة خاصة بالمتهم مكتوبة تحتوي على تعقيباته حول الاتهامات الموجهة إليه من قبل النيابة العامة والردود عليها ووصفها الدفاع بأنها مذكرة تفصيلية.


تعقيب المخلوع ونجليه

فيما أجلت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم الإثنين، إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء مبارك في نفس القضية لجلسة الأربعاء المقبل الموافق 13 أغسطس الجاري لبدء سماع تعقيبات المتهمين ودفاعهم.
الجريدة الرسمية