رئيس التحرير
عصام كامل

«الإخوان» تصفي حساباتها بقتل الفارين من جحيم طرابلس.. غرفة عمليات الثوار تطارد أفراد الجالية المصرية.. «ميليشيات» الجماعة تقتنصهم قبل الوصول لـ«المعبر التونسى».. وتطبق سي

احداث العنف في ليبيا
احداث العنف في ليبيا

لم يكن في حسابات المصريين يومًا أن عبارة «عمار يا ليبيا» ستنهي أحلامهم في الحصول على وظيفة ذات دخل معقول نسبيًا وأن يتحول حلم بحثهم عن «لقمة عيش» على أرض الخوف إلى كابوس دموي، ليلاحقهم الموت في كل شبر منه، بل ولم تتح لهم رصاصات الميليشيات المسلحة الفرار من الموت الحتمي.

ووسط حديث منمق من جانب وزارة الخارجية المصرية حول إجلاء أبناء الوطن من العاصمة «طرابلس» وإرسال لجنة قنصلية لتسهيل هذه المهمة، كشفت رصاصات الموت عدم حقيقة التسهيلات.

الواقع المرير لأبناء الوطن المحتجزين في طرابلس، أوضحه عامل مصري محتجز في العاصمة الليبية يعمل بإحدى شركات البترول هناك لـ«فيتو»، قائلا إن المصريين هناك باتوا هدفًا للقتل والخطف، عقب اندلاع أحداث العنف بين ميليشيات إسلامية تدعم جماعة الإخوان، تعمدت إشعال الموقف عقب فشل الجماعة في حصد المقاعد البرلمانية، وسقوط شرعيتهم التي ظل أفراد التنظيم يتحدثون عنها خلال الفترة الماضية.

وأكد المواطن المصري، في سياق روايته للمشهد الداخلي هناك، أن حلم الفرار من الداخل الليبي، يواجه بموت محتوم، خلال رحلة الانتقال من العاصمة الليبية إلى معبر رأس جدير التونسي، لافتًا إلى أن ميليشيات الموت تنتشر بطول الطرقات، وتضع العمالة المصرية الفارة هدفًا تعتبره «مشروعًا لرصاص الغدر والخطف وسرقة السيارات الخاصة بهم خلال تحركهم».

العامل المصري - الذي طلب عدم ذكر اسمه- أكد أن هناك حالة كره شديدة من أنصار الإخوان تجاه المصريين، علاوة على استغلال السائقين الليبيين الأزمة ورفع قيمة الانتقال من طرابلس إلى الحدود التونسية لألف دينار ليبي بدلا من 100 في الظروف العادية.

«الناجي من رحلة الموت عبر طريق الموت يصطدم بكابوس معبر (رأس جدير) على الحدود التونسية، خصوصًا أن الجانب التونسي يتعنت مع أفراد الجالية المصرية، ويمنع دخولهم إلى المعبر أملا في العودة إلى القاهرة، ومن يسمح له بالدخول يتم احتجازه داخل معسكر أشبه بمعسكرات التعذيب ولا يسمح له بالخروج للبحث عن طعام أو شراب وتم تهديد المصريين الذين وصلوا إلى هناك باستهدافهم بالرصاص الحي حال راودتهم فكرة الخروج من المعسكر، إلى حين ترحيلهم الذي يواجه بالتعنت ومنهم من يتم إعادته إلى ليبيا وتسليمه إلى الأمن الليبي المتواجد على الحدود»، بحسب العامل.
من جانبه، أكد الحقوقي التونسي زهير مخلوف، في تصريحات لـ«فيتو» أن هناك حالة غموض حول موقف حكومة بلاده التي تتلقى تعليماتها من جماعة النهضة –الإخوان- تجاه الجالية المصرية الفارة من ليبيا، منتقدًا تسبب الأمن التونسي في مقتل 6 من أفراد الجالية المصرية على الحدود، علاوة على رصد منظمات حقوقية تونسية انتهاكات بالجملة في حق المصريين، ومعاملتهم بطريقة وحشية ومهينة لا تتناسب مع القيم الإنسانية، وتخالف قيم العروبة والجوار.
وكشف «مخلوف» عن تعليمات سرية صادرة بتضييق الخناق على دخول الجالية المصرية، تحت ذريعة تأمين الحدود من فرار العناصر الإرهابية، والعمل على إعادة تسليم عدد كبير منهم إلى الجانب الليبي، مشككًا في نية الدولة التونسية فيما يخص ذلك الأمر، ومحذرًا من مخطط استغلال المصريين كدروع بشرية في الداخل الليبي في المعارك الطاحنة الدائرة بين الميليشيات المتصارعة على الحكم هناك.

وفي ذات السياق، كشف مصدر ليبي أن غرفة عمليات الثوار التي أسسها «شعبان هداية»- الذي سبق اعتقاله في مصر- بهدف الدفاع عن برلمان الإخوان، تعمل على عرقلة خروج أبناء الجالية المصرية، وينتشر عناصرها على طول الطريق بين طرابلس ورأس جدير على الحدود التونسية، بهدف استهداف المصريين الفارين من المعارك الدائرة هناك، إلى جانب اختطاف معظمهم ومصادرة ما يحملونه معهم خلال رحلة الهروب، وتصفيتهم على قارعة الطريق، أو احتجازهم في مكان غير معلوم لإجبارهم على المشاركة في القتال، واستخدامهم كدروع بشرية.
الجريدة الرسمية