لا تستروا عورات الإخوان
ندائى ليس موجهاً بالطبع لحلفاء التنظيم السرى للإخوان، إسلاميين أو ليبراليين. ولكنه موجه بالأساس الى جبهة الإنقاذ، ومطالبتى هى عدم خوضهم الانتخابات البرلمانية حتى لا يمنحوا التنظيم السرى الذى يحكم البلد أى مشروعية، وحتى لا يمنحوا البرلمان القادم أى مشروعية سياسية يتمنونها ويحلمون بها.
الأسباب كثيرة يعرفها أعضاء جبهة الإنقاذ تماماً، ويعرفها المصريون. وهى أنه ليس هناك أى ضمانات لنزاهة هذه الانتخابات، فالذى سيديرها هو التنظيم السرى للإخوان المشكوك بالقطع فى نزاهته. السبب الثانى هو قانون الانتخابات الذى اعترضت عليه المحكمة الدستورية العليا والتى أكدت أن بعض مواده غير دستورية، أى تتعارض مع الدستور الإخوانى السلفى الذى وضعوه.
بالطبع هناك أسباب أخرى لا أظن أن سردها مفيد، فالمعركة مع هؤلاء القتلة لم تعد فى التفاصيل، ولم تعد فى بند هنا وبند هناك، ولكن المعركة الكبرى هى نزع الشرعية عنهم. وهنا أقصد شرعية الداخل، ففى حالة مقاطعة الانتخابات سينفضحون أكثر وأكثر مثلما فضحنا نظام مبارك فى الانتخابات التى سبقت الإطاحة به. بالإضافة الى تعميق الأزمة الطاحنة التى يعانون منها الآن. ودعك من تصريحات قادتهم بأن الأمر يتعلق بـ"شرذمة" تعارضهم كما كان يقول السادات على معارضيه، فالأمر يقلقهم ويتمنون الخلاص منه.
هذا ينقلنا إلى الخارج وهو أهم بالنسبة لهم، وإذا تمت مقاطعة الانتخابات فسوف يتعرون أمام العالم أكثر وأكثر وهذا يهمهم جداً من أجل التسويات الإقليمية التى يريدون أن يكون لهم دور.
هل نظل على هذا الحال؟
نعم حتى يرضخوا ويوافقوا على انتخابات رئاسية مبكرة، وتعديل المواد الفضائحية فى الدستور. دون ذلك فنحن نطيل بقاءهم المدمر فى السلطة. دون ذلك نحن نساعدهم فى تدمير البلد.