رئيس التحرير
عصام كامل

مَنْ خدع الآخر؟!


في مستهل ولايته الأولى في رئاسة أمريكا ألقى أوباما خطابا ظنه كثيرون باعثا للأمل والتفاؤل والقدرة على التغيير خصوصا أن الرجل شاب أسمر من جذور أفريقية إسلامية.. توقع هؤلاء أن يقدم أوباما حلولًا ناجعة لمشكلات معقدة فيما يخص القضية الفلسطينية والصراع العربي -الإسرائيلي- عموما.. ومحاربة الإرهاب الأسود.. وعلاقة أمريكا المشوهة بالعالم العربي والإسلامي جراء السياسة الخرقاء لسلفه جورج بوش الابن.


وبعد بضعة أعوام تبددت وعود أوباما وانقلب التفاؤل والأمل إلى تشاؤم ويأس وإحباط من أوباما وسياساته التي لم تختلف عن سلفه بوش الابن.. بل كانت أسوأ وما يسمى "الربيع العربي" خير شاهد على ذلك.. فقد جلب الخراب على الجميع!!

فهل كنا نظن أن رئيس أمريكا جمهوريا كان أو ديمقراطيا يمكن أن ينحاز للعرب على حساب إسرائيل.. أو يمكنه تقديم حلول عادلة لقضايا العرب وهم نائمون متشاكسون متناحرون منقسمون والأمثلة كثيرة أمامنا!

ظني أن أوباما كان واضحًا في خطابه بجامعة القاهرة، لكن المتفائلون منا أصروا على خداع أنفسهم بالإغراق في الأماني.. وانتظار أن تقوم أمريكا بتغيير مواقفها محبة للعرب دون النظر إلى موازين القوى على الأرض!

قال أوباما بعبارات محددة لا لبس فيها: "إنني أدرك أن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها ولا يمكن لخطاب واحد أن يمحو سنوات من فقدان الثقة وأدرك أنني لن أقدم حلولا جذرية لمسائل معقدة أدت لمثل هذا الحال".

فهل ثمة التباس أو غموض في خطاب أوباما.. ألم يكن الرجل واضحا لكننا أصررنا على خداع أنفسنا بأماني كاذبة!! صحيح أن كلمات أوباما أوحت بالأمل لكنها أيضا حملت مبررات التقاعس والنكوص عن التصدي للقضايا المصرية.. لكننا كالعادة أخذنا من كلامه ما أردناه على طريقتنا حتى صرنا إلى ما نحن فيه من انقسام وتفتت..

والسؤال هل خدعنا أوباما.. أو أننا خدعنا أنفسنا به..
ونستكمل غدا..
الجريدة الرسمية