رئيس التحرير
عصام كامل

بولاق تحولت من "البحيرة الجميلة" إلى "الرشاح".. محمد: تهاجمنا الثعابين والحشرات من ترعة الزمر.. عبده: أطفالنا أصيبوا بالفشل الكلوي.. أم يوسف: المسئولون يتجاهلون شكاوينا

فيتو

شتان بين بولاق التي عرفها الفرنسيون بالبحيرة الجميلة وبولاق التي يراها المصريون الآن، بعد انتشار القمامة والعشوائيات والتكدس المروري، وأصبحت غير صالحة للحياة فيها، فقبل 100 عام أطلق عليها الفرنسيون اسم "beau lac de caire"، أي "البحيرة الجميلة" التي كانت تمتلأ بالاشجار والنخيل والمنازل القديمة التي تقع على أحد أطراف ترعة "الزمر" وتمتد الأراضي الزراعية على الطرف الآخر. 

وقد صمدت البيوت القديمة أمام تعاقب السنوات ولكن تحولت المياه النقية إلى مصب للصرف الصحي تطفوا عليها القمامة وتعيش داخلها الثعابين والحشرات، وعلى الجانب الآخر تحولت الأراضي الزراعية المترامية إلى منازل آيلة للسقوط ومقاه ومحال.

تعتبر منطقة "بولاق" من المناطق المنعزلة عن الجيزة والأحياء الراقية كالدقي والمهندسين، وذلك بسبب امتداد سور مترو جامعة القاهرة على طرفها وفصلها تمامًا عن الأحياء المتحضرة.

ترعة الزمر

كانت ترعة "الزمر" تستخدم إبان الحملة الفرنسية لري الأراضي الزراعية، ولكن مع مرور الوقت تحولت إلى مكب للقمامة وتفريغ "الرشاح"، ومحطة لـ"الميكروباصات".

أصبحت الحياة في المنطقة غير محتملة، ليس فقط لسوء المنظر ولكن لانتشار الروائح الكريهة المنبعثة من الترعة، بالإضافة إلى الهجمات المستمرة للحشرات والتي تسببت في نقل العدوى للأهالي وإصابتهم بالعديد من الأمراض.

ويروي عم "محمد" أحد سكان المنطقة أن الترعة كانت تمتد من الصعيد وحتى القناطر الخيرية، ولكن تم سد الترعة وتحولت إلى "مقلب زبالة"، وأضاف: "الناس هنا غلابة مش لاقيين ياكلوا والحي واكل البلد والعربيات بتيجي تفضي الزبالة هنا، غير التعابين والفئران اللي بتطلع الواحد كل يوم يشتري أدوية".

وأكد عم "حسن" أن الترعة كانت في البداية مصدرًا للشرب وري آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية قبل إهمالها من الحي والحكومة وتحويلها إلى مجرى صرف صحي، وقال: "الأراضي بدأ يتبني عليها والناس بقت ترمي زبالة فيها لحد ما وصلت لكده"، وأضاف: إن بناء مترو الجامعة تسبب في زيادة الأمر سوءًا، حيث قال: "لما عملوا المترو قفلوها من الناحيتين كان المفروض يعملوا صرف".

وأبدى "مصطفى راشد" استياءه الشديد لما وصل به حال المنطقة؛ حيث قال: "الترعة دي كانت من أنضف الترع اللي بتغزي منطقة الشوربجي وصفط وتسقى الأراضي"، وأكد أن هذا الوضع يعكس إهمالا شديدا من الحكومة ومن أهالي المنطقة أيضًا، وقال: "إحنا كنا بنستحمى في الترعة دي زمان".

أما الحاجة "أم يوسف" والتي تسكن على حافة الترعة، قالت: "الترعة دي كانت زمان نضيفة، العيال كانت بتستحمى فيها وبنغسل المواعين كمان"، وأضافت: إن سكان المنطقة تقدموا بعدة شكاوى إلى إدارة الحي ولكن دون استجابة بالإضافة إلى الأمراض التي أصابتهم نتيجة العيش بجانب الترعة.

في حين وصفها عم عبده قائلا: "الترعة دي كانت أحلى مايه كانت كورنيش ومليانة أشجار"، موضحا أنها تحولت إلى هذه الحال في نهاية الثورة حيث تحولت إلى "رشاح" على حد قوله.

كما أكد إصابة بعض الأطفال بفشل كلوي والعديد من الأمراض الخبيثة، وأضافت زوجته أنه منذ يومين سقطت طفلة في الترعة بسبب اعتقادها أنها "مجرد أرض عليها زبالة" وليس أن أسفلها مياه مؤكدة أن عمق الترعة يصل إلى 4 أمتار.
الجريدة الرسمية