رئيس التحرير
عصام كامل

لا يصح تركها في أيدي هواة الإثارة والربح!!


على الدراما الجادة أن تعالج السلبيات وتقدم الحلول وتبث روح الأمل والمبادرة في نفوس مشاهديها، ومراعاة القيم الاجتماعية الموروثة كاحترام الكبير وعدم التجرؤ على المحارم واستلهام تجارب النجاح في تاريخنا! وابتعاث النماذج الناجحة مثلما فعل محمد على الذي نقل مصر من ولاية عثمانية متردية إلى دولة ناهضة متقدمة في سنوات معدودة.

ولا جدال أن الثقافة والتعليم والصحة ملفات أمن قومي، والدراما والبرامج التليفزيونية والإعلام وسائل خطيرة في تشكيل وجدان الشعوب وخلق حالة من الوعي وتوجيه الرأي العام، ولا يصح تركها في أيدي هواة الإثارة والربح والتلاعب بالمشاعر والقيم الوطنية والعبث بالأخلاق السائدة في المجتمع وتقاليده وخصوصياته.. ومن ثم فلا غني عن عودة الدولة لمجال الإنتاج الدرامي الجاد وإحياء دور المسرح الهادف وقصور الثقافة ومراكز الشباب لإحداث توازن منشود في صياغة الوجدان العام وحماية المجتمع من تشويه الوعي وإبعاده عن قضاياه الحقيقية وإيقاعه في براثن أصحاب التوجهات المغرضة والمقاصد المنحرفة..

فتدمير الوعي لا يقل خطورة ولا جرمًا عن تدمير الصحة أو الاقتصاد أو العقل ولننتظر ماذا تفعل الدول المتقدمة في ملفات الإعلام والفن والتعليم والصحة لنري لماذا تقدمت.. ولماذا تعثرنا.. وكيف أن الدراما ليست مجرد ترفيه أو تسلية بل وسيلة لتشكيل الوعي وبعث الهمة وتعبئة الرأي العام وتوجيهه لخوض معاركه الحقيقية.. 
فمتي تتحرك الدولة لإنقاذ الفن والثقافة والتعليم؟!
الجريدة الرسمية