رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة أخلاقية.. الجيش الإسرائيلي قتل جنوده في غزة.. إسرائيل تطبق «تدابير هنيبعل» لتصفية العسكريين المختطفين..فجرت مسجدا داخله الضابط «جولدان».. ودولة الاحتلال وضعته تجنبا لسيناريو

الجندى الإسرائيلى
الجندى الإسرائيلى "جلعاد شاليط"

أصابت صفقة الجندى الإسرائيلى "جلعاد شاليط" المعروفة إعلاميًا بـ "صفقة شاليط" هلع وفوبيا لإسرائيل خشية تكرارها مرة أخرى.

بعد الإعلان عن أسر الضابط، هدار جولدين في رفح، تقرر تنفيذ «تدابير هنيبعل» وهو قانون إسرائيلى يقضى بأن يكون جندي جيش الاحتلال ميتًا على أن يكون مختطفا في يد المقاومة الفلسطينية.


وفى إطار تطبيق هذ القانون قام الجيش الإسرائيلي بقصف وتدمير كل المباني المحيطة، والسيارات التي تمر في المنطقة بما فيها سيارات الإسعاف، والبيوت التي قد ينتهي إليها أحد الأنفاق الذي كان يوجد بداخله الآسرون مع أسيرهم.

وأسفرت عمليات القصف الوحشية لإحباط أسر جندي إسرائيلي واحد عن استشهاد 120 فلسطينيا وإصابة المئات.

يقول المعلق العسكري في صحيفة "هاآرتس" عاموس هرئيل إن الجنود الإسرائيليين وبعد الكشف عن عملية الأسر لاحقوا عناصر المقاومة عبر النفق الذي دخلوا منه وانتهى إلى مسجد فارغ وعادوا بخفي حنين، وبعد ذلك تقرر تنفيذ «تدبير هنيبعل» الذي يقضي بمنع أسر أي جندي إسرائيلي على يد المقاومة بأي ثمن، وفي هذه الحالة تفضيل موته مع خاطفيه على وقوعه في الأسر.

وأثارت عملية "الجرف الصامد"، على غزة، العديد من النقاشات العامة؛ داخل المجتمع الإسرائيلي، والتي تتعلق بالأخلاقيات والإجراءات المعمول بها في الجيش الإسرائيلي. والتي من بينها "تدابير هنيبعل" الذي يتعلق بقضية اختطاف جندي من جنود الجيش وكيفية التعامل حيال هذه المسألة.

سُمعت أصوات انتقادات في إسرائيل، على ضوء المحاولات المتكررة لاختطاف جنود؛ في قطاع غزة، من قبل حماس، وتقارير عن تفعيل هذا الإجراء في حالتين على الأقل، وهناك من يعارض هذا الإجراء في إسرائيل.

وأعلن البروفيسور والفيلسوف الإسرائيلي آسا كشير، الذي هو واحد من واضعي دستور العمل الأخلاقي للجيش الإسرائيلي عن غضبه من هذا الإجراء، وعبّر عن ذلك من خلال مقالة صحفية حيث قال إنه في حال تم اختطاف جنود يجب محاولة إحباط تلك العملية بواسطة إطلاق النار باتجاه الخاطفين، "ولكن، لا يجب أن يكون بالحسبان توجيه نيران باتجاه المختطفين".

يوضح كشير، بالطبع، أن هناك صعوبة ما في هذه الحالة وكتب يقول: "بما أن المختطف موجود قريبًا منهم، قد تعرضه هذه النيران للخطر هو أيضًا". أضاف كشير أيضًا: بأن "حياة المختطف أغلى بكثير من ثمن الاختطاف".

وبذلك يتضح أن الاحتلال تخلص من الضابط الإسرائيلى "هدار جولدن" خلال حرب غزة خشية أن تتكرر صفقة شاليط مرة أخرى والتي تم خلالها تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل في عام 2011.

وتعد "صفقة شاليط" إحدى أضخم عمليات تبادل الأسرى العربية الإسرائيلية. ويسميها الفلسطينيون صفقة وفاء الأحرار فيما تدعوها إسرائيل إغلاق الزمن. وتشمل الصفقة أن تفرج إسرائيل عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل أن تفرج حركة حماس عن الجندي الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقد أعلن عن التوصل لهذه الصفقة في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية.
الجريدة الرسمية