رئيس التحرير
عصام كامل

خلت من أي قضايا جادة!


فوضي المسلسلات والبرامج لا تعطي الفرصة لكي نحسن الظن بنوايا صناعها، فثمة من يراها مقصودة لتدمير العقل المصري والعربي، وبعيدا عن البناء الفني لهذه المسلسلات ومدي قوته أو هشاشته فلا نجد فيها قضايا جادة.. أو معالجة حقيقية لأزماتنا فبعضها تطرق لموضوعات غير مسبوقة مثل مسلسل سجن النساء ودلع البنات والمرافعة الخ..... وثمة من يري أن كثيرا منها جاء مترهلًا ضعيفا مبتذلًا حرص على العنف واستباحة المحرمات وتعرية المجتمع وهدم القدوة وتغييبها أكثر مما دعا للإصلاح وإطلاق الطاقات المهدرة للتنمية والتطور والإنتاج في ظروف نحن أحوج ما نكون لتعويض ما فات من خسائر وتوقف في الإنتاج وتدهور الاقتصاد في السنوات الثلاث الماضية!!

ليس من اللائق دينيا أن نجعل رمضان موسم الطاعات والتقرب إلى الله موسما لعرض دراما تبعد الناس عن خالقهم وتجرح صيامهم، والأولي أن يتسق صناع الدراما مع أنفسهم ومع قداسة هذا الشهر.. وإذا كان لابد من تقديم أعمال درامية فلتكن أعمالا تاريخية تستنهض الهمم وتبعث روح الأمة الناهضة وتستحضر في الأذهان أمجادنا وانتصاراتنا الخالدة.. 

أو لتكن أعمالًا دينية تثقيفية تلقى ضوءًا كثيفًا على مسيرة علمائنا وما قدموه لإحياء قيم الإسلام الصافية والحفاظ على وسطيته وسماحته كدين يدعو إلى المحبة والتآخي والسلام وقبول الآخر والحرية وعدم إكراه الناس على اعتناقه وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي في كلمته البسيطة الموحية في ليلة القدر داعيا لقيام الأزهر والمؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية والتعليمية والشبابية والرياضية بأدوارها في تبصير الناس بالمفاهيم الصحيحة للدين - ليس فقط- بحفظ القرآن بل بفهمه والعمل بما جاء فيه..هذه المؤسسات آن الآوان لها أن تقوم بدورها في محاربة الفكر المتطرف. 
الجريدة الرسمية