رئيس التحرير
عصام كامل

كلها.. دراما عنف وإسفاف!


انقضى الشهر الفضيل ولم ينته الجدل الذي فجرته دراما رمضان وما حوته من إسفاف وابتذال وابتعاد عن الأولويات الواجبة في هذه المرحلة الفارقة من عمر الوطن..!!

أتحفظ مبدئيًا على تسمية "الدراما الرمضانية"، فرمضان شهر الطاعة والقرآن والسمو الروحي والزهد في المباحات والبعد عن المحرمات ولا يصح أن يقترن به أعمال فنية هابطة لا تقيم دينًا، ولا تخدم وطنًا، وتأخذ بأيدي مشاهديها إلى مكارم الأخلاق..!!

كنا نتوقع من دراما هذا العام أن تجيب عن أسئلة عميقة ومحورية تكشف النقاب بحس وطني صادق عما جرى لمصر والمصريين بل والعرب أجمعين في السنوات الأخيرة.. ما الذي دفع الشعوب للثورة.. ماذا أرادت شعوبنا من الثورة وماذا أرادت أمريكا والغرب منها.. وكيف ركبت تلك القوى حصان الثورة فاخترقت حواجز الأمن القومي وجندت شبابًا واستهدفت جيوشًا ومزقت دولًا.. وكيف تواصل بدأب توظيف الفن والإعلام لضرب الاستقرار في مصر وخلق حالة من الوهن واليأس والضياع لدى شبابنا، بالتركيز على سلبيات المجتمع وتضخيمها ووأد كل نزوع للفضيلة أو العودة لقيم المجتمع الشرقي ذي الموروث الحضاري والخلقي الرفيع..!!

وليس مصادفة أن يجرى التركيز على هذا الشهر بالذات وضخ كل هذه الأموال الطائلة لإنتاج كم هائل من مسلسلات وبرامج مقالب تافهة تخاطب الغرائز وتخلق حالة من البلادة والبلاهة في وجدان ملايين المشاهدين.. ثمة مفارقة لافتة وتناقض صارخ بين ما إرادة الله من هذا الشهر بتطهير الصائمين وتجريدهم من الشهوات وتربيتهم على الصبر والبذل والتجرد، وما إرادة صناع الدراما وممولوها من هز القيم الاجتماعية وضربها بمشاهد الخيانة والطلاق والعنف ونهش الأعراض والاتجار في البشر وترويج لغة هابطة قوامها السباب والشتائم والانحطاط.. وهي سمة وربما قاسم مشترك بين تلك المسلسلات جميعًا التي أغرقت في السلبيات دون أن تقدم حلولًا أو علاجًا لها إلا ما رحم ربي.. فكيف تسمح ضمائر البعض بنسبتها إلى هذا الشهر الفضيل ؟!.
الجريدة الرسمية