رئيس التحرير
عصام كامل

سيد القمنى..مفكر أم دجال؟ (3)


شبه البعض كتاب "الحزب الهاشمي"، لسيد القمنى، برواية "آيات شيطانية" للروائى سلمان رشدي. مع فرق واحد، هو أن القمنى لم يستخدم الألفاظ البذيئة التى استعملها رشدى بل إنه أساء للإسلام بهدوء وبمنتهى الأدب .


وفيما اعتبر البعض القمنى خارجًا عن الدين ويجسد معول هدم له ، رحب آخرون به وبآرائه وأفكاره، ومن معارضيه: المفكر كمال حبيب، والذى قال: إن ما يردده القمنى لا يعدو أن يكون «دجلًا ونصبًا ومحاولة للتسول والارتزاق من بعض الجهات القبطية والعلمانية فى مصر التى تقدم له الدعم».

وقال الكاتب الأردنى شاكر النابلسي: كان نقد القمنى لفكر الأصوليين الإرهابيين من باب الكراهية لهم، وليس من باب إيجاد البديل من داخل الإسلام نفسه، وثقافة القمنى الإسلامية سطحية إلى حد كبير وجميع طروحاته الفكرية لا تستدعى أن يُقتل صاحبها ,بل على العكس.. فإن هجوم القمنى على دول الخليج والإخوان المسلمين يُسعد القاعدة.

وأكد الباحث منصور أبو شافعي: أن القمنى حاول- مركسة الإسلام- وتعمد الكذب ليتمكن من إرجاع مثلث «الإسلام والرسول والرسالة» إلى منابع جاهلية ويهودية.

مضيفًا: « القمنى باحث ماركسى فى التراث استطاع على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية وبأربعة عشر كتابا أن يضع مشروعه الفكرى فى قلب الخطاب العلمانى الذى سوقه باعتباره «فتحًا وكشفًا كبيرًا» و«اقتحامًا جريئاً وفذًا لإنارة منطقة حرص من سبقوه على أن تظل معتمة»، بل واعتبر «بداية لثورة ثقافية تستلهم وتطور التراث العقلانى فى الثقافة العربية الإسلامية ليلائم الإسلام «وليس التراث» احتياجات الثورة الاشتراكية القادمة».

وشكك الكاتب إبراهيم عوض فى حصول القمنى على درجة الدكتوراه وأكد أنه زوَّر لنفسه شهادة الدكتوراه ليسبق اللقبُ اسمَه، ولم يركع لله ركعة، ويجاهر بقصص ممارساته للسلوكيات المحرمة، ولا يُجِيدُ إلا الكذب وترديد أقوال المستشرقين .

وقال الباحث أحمد عبد الله : «الأنبا» هو لقب أحببت أن أمنحه من عندى - للكاتب القمني- من باب إنزال الناس منازلهم، فالرجل للحق وإن كان منتسبًا إلى كتبة ألوان الطيف السبعة، فهو شيعى حينًا ويسارى أو اشتراكى حينًا آخر، وحداثى وعلمانى وليبرالى حينًا ثالثًا، ثم كنسيًا حينًا رابعًا، إذ إن نجمه لم يسطع بين عشرات المهتمين بخصومتهم لإجماع الإسلام والمسلمين، إلا بعد أن أصبح كاتبًا متميزًا فى صحيفة «وطني».

أما المؤيدون.. فمنهم الراحل أنيس منصور الذى قال يوماً للقمني: ما أحوج الفكر المصرى الراكد والفكر العربى الجامد إلى مثل قلمك وطبيعى أن يختلف الناس حولك؟! ولكنك قلت وأثرت وأثريت وفتحت النوافذ وأدخلت العواصف وأطلقت الصواعق.

ومثله الكاتب العراقى جاسم المطير الذى قال: القمنى صرخة كبرى سوف لا ينضب لها عطاء من نور وتنوير وستكون هذه الصرخة الاحتجاجية فى رحاب الرعب السلفى قادرة على فتح أبواب الحرية الدينية وقادرة على إدانة يد القمع الفوضوى الإسلامى مثلما ستكون قادرة على إدانة السلطة التى تتراكم فيها عفونة العصور المظلمة وكهوفها.

ووصفه فالح الحمرانى بأنه أثرى الفكر العربى منهجيا ومعلوماتيا ورؤية - وأعماله إضافة فكرية ناصعة ومهمة تصب فى اتجاه بلورة موقف وفكر عربى أصيل من قضايا إنسانية عامة، واعتبره الناشط الحقوقى الدكتور سعد الدين إبراهيم مفكرًا إسلاميًا كبيرًا، مبدعًا مجتهدًا.

وأكد الكاتب الكردى طارق حمو أن القمنى أبدع وأنجز وأسس مدرسة فكرية بحثيّة عملاقة، سلط فى مشغله المتواضع، الضوء الساطع على نصوص التراث الصدئة، ففككها وأعادها إلى زمانها ومكانها الأولين، مستعينًا لإنجاز كل ذلك، بإخباريات وسير هذا التراث نفسه.

ولم يقف التسويق العلمانى عند هذا الحد، ففى حين لا يتورع عن أن يرى أن القرآن «الإلهي» «يجسد نصًا تاريخيًا» لا بد من وضعه «موضع مساءلة إصلاحية نقدية»، فقد تعدى هذا الإعلام نقطة الانحياز وأغلق فى وجه العقل باب مراجعة أو إمكانية نقد مشروع القمنى بحجة أن محاولة نقده «نقدًا موضوعيًا أمر مستحيل»!! وهو ما أراه انهياراً للعقل العلمانى أمام مشروع القمنى «الفكرى - النسبى - البشري». إن القول باستحالة نقده يكاد يعنى «قداسة» هذا المشروع و«تطهره من الخطأ»..ونكمل غدًا.

من كتابى "ضد الإسلام".. الطبعة الثانية.

الجريدة الرسمية