رئيس التحرير
عصام كامل

بعد توليه عقب ثورة 25 يناير..«العبد» يترك رئاسة جامعة الأزهر..استهدفه طلاب الإخوان لتعيين مفتي الجماعة خلفًا له.. وعين 6 آلاف معيد ومعيدة من أوائل عشر دفعات سابقة.. ولقب بـ«حامي الحرم ا

الدكتور أسامة العبد
الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر

ترك اليوم الخميس الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، منصبه رسميًا بعد بلوغه سن (65 عاما)، بعد أن تولى رئاسة الجامعة لمدة تقترب من الثلاث سنوات ونصف السنة، حيث واجه خلالها أحداثا جساما، إلا أنه لم يستسلم لها، وتم التجديد له في الخامس من مارس الماضى بحكم القانون، والذي ينص على أنه إذا بلغ عضو هيئة التدريس السن القانونية أثناء العام الدراسى، يتم التمديد له حتى نهاية العام.

ولد الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر (عام 1949) بمحافظة دمياط، وكان والده عمدة لبلدة كفر سعد، ودرس وتعلم بالأزهر الشريف، حتى حصل على ليسانس كلية الشريعة والقانون بتقدير امتياز، وعين وكيلًا للنائب العام حتى عام 1985، وعين بعد ذلك معيدًا بكلية الشريعة والقانون، 

وتدرج في المناصب إلى أن وصل لنائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث في عام 2010، وعين رئيسا لجامعة الأزهر، في 6 يونيو 2011 خلفًا للدكتور عبد الله الحسينى، بقرار من المشير حسين طنطاوى والذي كان يشغل منصب رئيس المجلس العسكري آنذاك.

تولى الدكتور أسامة العبد منصبه في ظروف غاية الصعوبة، عقب ثورة 25 يناير مباشرة، وتعرض لهجوم وانتقادات لم توجه لسابقيه، وواجهته الكثير من الصعوبات، أهمها محاولات طلاب الإخوان لإقالته أكثر من مرة، كان آخرها خلال العام الدراسى المنقضى، حينما حاولوا القضاء على الدراسة بالجامعة وتعطيلها، واستهدفوه قبل ذلك مرتين حينما اقتحموا مبنى رئاسة الجامعة فى30 أكتوبر من العام الماضى، والثانية حينما حاولوا الهجوم على سيارته وحطموا زجاجها الخلفى، إلا أنهم لم يستطيعوا أن ينالوا منه.

الحادثة الأولى في حياة العبد، كانت في مايو 2013، حينما وقعت حادثة تسمم طلاب المدينة الجامعية بالأزهر، والتي أصيب فيها أكثر من مائتى طالب، واتخذها طلاب الإخوان ذريعة لإقالة الدكتور أسامة العبد، والإتيان بالدكتور عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين بجامعة المنصورة، ومفتى جماعة الإخوان ليجلس على منصب رئيس الجامعة.

وساعدتهم الظروف على ذلك، بفضل تواجد الرئيس المعزول محمد مرسي على كرسى رئاسة الجمهورية في ذلك الوقت، وبالفعل أصدر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قرارًا بإقالة العبد من منصبه، إلا أنه لم ينفذ نظرًا لأن الأزهر يخضع للقانون "103" الذي ينص على أن قيادات الأزهر لا تترك منصبها إلا بالوفاة أو بلوغ سن المعاش، أو اتهامها في أي قضية مخلة بالشرف.

والحادثة الثانية، والتي تعد من أصعب العلامات الفارقة في حياة العبد، وهو العام الدراسى المنقضى والذي حاول طلاب الإخوان القضاء فيه على الأزهر تمام، بعد خلع رئيسهم محمد مرسي.

كان العام الدراسى المنصرم هو الأسوأ في تاريخ جامعة الأزهر بالكامل، لما شهده من أحداث عنف وشغب واحتجاجات سياسية وإصرار البعض على تعطيل الدراسة، وهو ما قابله العبد بإصرار شديد وعزيمة قوية على عدم التعطيل، لاسيما بعد أن تسببت ثورة يناير التي كانت حلما للجميع، في فوضى وانفلات أمني وأخلاقى داخل الجامعة، في ظل غياب الداخلية بعد مغادرة الشرطة أسوار الحرم الجامعى.

وحاول طلاب الإخوان تعطيل الدراسة أكثر من مرة، عن طريق إحداث أعمال شغب بالجامعة، والتشويش على المحاضرات وحرق سيارات أعضاء هيئة التدريس، واقتحام مبنى رئاسة الجامعة، ومحاولة الاعتداء على رئيسها، إلا أن ذلك لم ينل من الجامعة شيئا، وانقضى العام الدراسى دون تعطيل، ليحسب ذلك للدكتور أسامة العبد، الذي وقف هو ونوابه ضد مخطط الإخوان، لتعطيل الدراسة بالجامعة، ليلقب بـ "حامى الحرم الأزهرى"، فضلًا عن نجاحه في تعيين أكثر من 6 آلاف معيد ومعيدة من أوائل عشر دفعات سابقة.
الجريدة الرسمية