الحرب الإسرائيلية على غزة بلا جدوى.. اجتياح القطاع يزيد خسائر جيش الاحتلال.. القبة الحديدية تمنع صواريخ المقاومة من إصابة أهدافها.. وإصرار إسرائيل على عدم تقديم تنازلات يفشل الحل السياسي
يوم أمس الثلاثاء، نشرت مجلة "ستراتفور" الجيو-سياسية تقريرًا، فندت فيه عدم جدوى الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي لن تؤدي سوى للمزيد من القتل والدمار وتواصل النزاع.
وتقول ستراتفور إنهم في المجلة كتبوا مطولًا حول استحالة حل الصراع العربي- الإسرائيلي عبر الحروب.
وتضيف المجلة أنه، وللمرة الثالثة خلال بضعة سنين، تُشّن حرب جديدة داخل غزة، ويطلق الفلسطينيون الصواريخ نحو إسرائيل من دون تحقيق أثر يذكر، ويوسع الإسرائيليون حملتهم عبر الحدود بهدف تدمير الأنفاق التي بنتها حماس، وكما جرى في الحروب السابقة، لن تحقق الحرب الحالية شيئًا.
فمن جانب، يعمل الإسرائيليون على تدمير صواريخ حماس، ولن يتأتّى لهم ذلك ما لم يحتلوا غزة، ويظلوا هناك لفترة طويلة إلى أن ينتهي مهندسوهم من البحث عن الأنفاق والأقبية المحصنة في تلك المنطقة.
وهذا بدوره، سيوقع مزيدًا من القتلى الإسرائيليين على أيدي مقاتلي حماس، ولن يكون أمام جنود إسرائيل فسحة كافية للانسحاب سريعًا.
بين الصواريخ والقبة الحديدية
تلفت ستراتفور في تقريرها أنه، في حين ستواصل حماس إطلاق صواريخها، إلا أنه ما بين عدم دقة تلك الضربات، وما بين القبة الحديدية الإسرائيلية، لن تنجح حركة حماس في تحقيق أي من أهدافها، سوى في إيقاع بعض الأضرار المادية.
وفي ظل هذه الظروف، يبدو وكأن حرب غزة أشبه ما تكون بعملية تدبير منزلي فاشلة. فمن جانب، تريد حماس استعراض قدرتها على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ورغم عدم دقة تصويب هذه الصواريخ، إلا أن النقطة الأهم كونها هُرّبت إلى غزة، وهذا بدوره يطرح احتمالات تهريب أسلحة أكثر خطورة إلى المناطق الفلسطينية. وفي الوقت ذاته، تظهر حماس قدرتها على إيقاع مزيد من الخسائر في الداخل الإسرائيلي مع مواصلتها القتال.
عقاب إسرائيلي
تشير ستراتفور إلى حرص إسرائيل على تأكيد قدرتها على مواصلة حملتها العسكرية، ولأن الحكومة الإسرائيلية تريد، وبلا شك، معاقبة قطاع غزة رغم قناعتها بعدم إمكانية فرض إرادتها على غزة، وإجبار قادتها على التوصل لتسوية سياسية مع إسرائيل.
دورات من العنف
ويرى التقرير أنه ما لم يتم التوصل لاتفاق سلام تقدم فيه إسرائيل تنازلات، سوف تستمر دورة العنف من دون تحقيق نتيجة سياسية هامة. وفي حين يعتقد عدد من المحللين أن إنشاء دولة فلسطين سيمثل حلًا للصراع العربي- الإسرائيلي، يتساءل آخرون عن سبب عدم التوصل إلى هذا الحل المنطقي. والسبب في ذلك، كما ترى ستراتفور، أن الحل المقترح ليس معقولًا، كما يبدو.
فإن الدولة الفلسطينية المأمولة سوف تقوم على أراضي الضفة الغربية ذات الإمكانيات الوفيرة، نوعًا ما، رغم اعتمادها على الاقتصاد الإسرائيلي، وبين قطاع غزة المكتظ بالسكان الفقراء، والمعزول عبر عدة حواجز، والخاضع منذ سنين لحصار إسرائيلي جائر. وإن أمكن تدفق العمالة الفلسطينية للعمل داخل إسرائيل، سيتم وصل طرفي الدولة الفلسطينية جغرافيًا وإنسانيًا.
لكن، كما ترى ستراتفور، يتطلب تحقيق هذه الغاية فرض إسرائيل رقابتها الأمنية المشددة على نقاط العبور بين القطاع والضفة الغربية، وهو ما يمس بسيادة الدولة الفلسطينية، ولن يرضي تطلعات الزعماء السياسيين، فضلًا عن إثارة مخاوف الإسرائيليين من وقوع عمليات عسكرية تهدد أمنهم واستقرارهم المعيشي.