رئيس التحرير
عصام كامل

«الكيف المحرم سعره غالي».. مدير مكافحة المخدرات: أسعار المواد المخدرة ترتبط بالحالة الاقتصادية.. التوسع في زراعة البانجو لارتفاع سعر الحشيش.. ومصدر أمني: أقراص «الإكستاري» الأكثر ش

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

تعد المواد المخدرة بكل مشتقاتها سموما للجهاز العصبي، يحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها، وفقا للقانون، وهناك أنواع من المخدرات يتم استخلاص مواد منها وهي نوعان: مخدرات طبيعية وأخرى مصنعة، فالطبيعية مثل البانجو والحشيش والخشخاش، أما المصطنعة فهي الكوكايين والهيروين والمنشطات وهي عبارة عن الأقراص ولها تأثير قوي على عقول الشباب، حيث إن إدمان الشباب للمواد المخدرة يجعل لديهم رغبة قوية وملحة في الحصول على المواد المخدرة بأي وسيلة وزيادة جرعتها، يزيد من صعوبة الإقلاع عنها.


"أنواع المخدرات"
وتختلف أنواع المخدرات، على حسب تأثيرها، فهي أربعة أقسام تسبب النشوة مثل: "الأفيون ومشتقاته المورفين والهيروين والكوكايين"، والنوع الثاني يتمثل في العقاقير المعروفة بالهلوسة كـ"اليسكالين وفطر الينول والقنب الهندي وفطر الإمانتين واللاذون والقنب"، أما النوع الثالث فيشمل المخدرات الموضوعية التي تمحو الآلام كـ"النوفوكائين والليدوكائين"، وهذه تؤثر على الشخص بالنوم والتخدير، بالإضافة للمنومات الـ"فيونو لخشخاش القنب".

أسباب تعاطي المخدرات"
وأوضح العميد مرون زهران، الضابط بمكافحة المخدرات: "أن الأسباب التي تدفع الشباب لتعاطي المخدرات هي التفكك الأسري ورفاق السوءء وضعف الوازع الديني وفساد البيئة المحيطة وأوقات الفراغ والحالة الاقتصادية والثقافية السائدة، وتتسم سوق تجارة المخدرات -لأنها غير مشروعة-، بالسرية في تداولها وتجارتها وتعاطيها، الأمر الذي يجعل تقدير حجم إنفاقها صعبا".

وأشار زهران إلى أن هناك دراسات تؤكد أن "إنفاق المواد المخدرة وصل منذ 25 يناير 2011 أضعاف السنوات الماضية وذلك بسبب الانفلات الأمني الذي أعقب الثورة وخاصة تجارة المواد المخدرة المهربة، حيث بلغت أكثر من 36 مليار جنيه، والتي تبين أن حجم إنفاقها تزايد حتى عام 2012 م بمعدل مليار سنويا والتي بلغ فيها حجم الإنفاق على المخدرات 37 مليار جنيه.

"التأثر بالحالة الاقتصادية"
من جانبه، قال اللواء منتصر أبو زيد، مدير مكافحة المخدرات: "إن تجارة المواد المخدرة كأي سلعة تتأثر بالحالة الاقتصادية، فعندما تنتعش الحالة الاقتصادية يزيد دخل الفرد ويزيد إقبالهم على الأصناف مرتفعة السعر والعكس صحيح".

وتابع: "بعد الثورة تزايد الإقبال على مخدر البانجو لأنه أقل سعرا عن مخدر الحشيش والذي تراجع الإقبال عليه، بسبب ارتفاع سعره بعدما تمكنت قوات المكافحة من شن عدة حملات أمنية أحبطت توزيع كميات كبيرة من مخدر الحشيش في الدولة، وكانت آخرها إحباط 10 أطنان من مخدر الحشيش المهرب الذي كان في طريق تهريبه لمصر عبر المياه الإقليمية، وتم ضبط المهربين له والذي تبين أن معظمهم يحملون الجنسية الهندية والصينية وكان من بينهم ضابط قبطان هندي، بالإضافة لإحباط عدد من عمليات تهريب المواد المخدرة بعد تكثيف التوجد الأمني على الحدود بالتنسيق مع القوات المسلحة وخاصة الحدود ببن مصر ولبنان التي اشتهرت بتهريب مواد الحشيش".

وأكد أبو زيد: "أن كل ذلك ترتب عليه إقبال المتعاطين على تعاطي مخدر البانجو بعدما اتجه التجار لتوسعة زراعته بالمناطق الصحرواية وبالمناطق الجبلية والتي يتم مداهمتها عبر حملات والتي جار الإعداد بحملات أمنية لإحراقها للقضاء عليها".

"توسع تجارة الأقراص المخدرة"
وأشار مصدر أمني إلى "أن مصر توسعت في تجارة الأقراص المخدرة والتي يزيد الإقبال عليها بين أبناء طبقة الأثرياء والطبقة المتوسطة، كل على حسب نوعه ومن هذه العقاقير التي اقتحمت سوق المخدرات منذ عام 2000 وزاد تداولها بين المتعاطين وخاصة من أبناء الطبقة الثرية لارتفاع سعره وهو قرص الاكستاري المعروف بـ"الرقص طول الليل" كما يطلق عليه بعض الشباب من متعاطيها، وهو قرص الحب والذي يصل سعره إلى 150 جنيها، أما المتعاطون من أبناء الطبقة المتوسطة فيزيد إقبالهم على زيت الحشيش وهو نوع من أنواع مخدر الحشيش".

وذكر المصدر: "أن تزايد أسعار المواد المخدرة يشير إلى تزايد نسبة إنفاقه على مستوى الفرد وعلي مستوى المجتمع، حيث تضاعف سعر مخدر الحشيش من 65 ألف جنيه للكيلو عام 2010 م ووصلت عام 2014 ما بين 150 ألف جنيه للكيلو و500 ألف جنيه،، بينما سعر البانجو تراوح ما بين 800 جنيه حتى 1500، وبعد الثورة وصل سعره إلى 2500، موضحا أن ارتفاع أسعار المواد المخدرة يرجع لزيادة جهود مكافحة المخدرات وليس فقط مؤشر الطلب عليها.

وقال اللواء محسن حفظي، مدير أمن الجيزة سابقا: إن رصد ظاهرة الاتجار وتعاطي المواد المخدرة يحتاج لبعض الدراسات في الشأن الاجتماعي والأمني.

وأوضح حفظي، في تصريحات لـ"فيتو" تعليقا على ظاهرة تعاطي المخدرات ليلة العيد، أن الأمن يبذل قصارى جهده لمنع هذه الظواهر السلبية، منوها إلى أنه لا يمكن مواجهتها بالجهود الأمنية فقط، لأن تلك الظاهرة وتفشي عقلية الإدمان في المجتمع ازدادت عبر الفنادق والنوادي والقرى السياحية وبين الأطفال وطلبة المدارس والجامعات، وشدد على أهمية توجيه جهود منظمة من قبل أجهزة الدولة ومؤسساتها وفي مقدمتها الجمعيات الأهلية.

وأكد مدير أمن الجيزة الأسبق أن رجال الشرطة بكافة قطاعات الداخلية، خاصة مكافحة المخدرات، تمكنت خلال الفترة الماضية من وضع أيديها على عدد من كبار المهربين، والعمل على تضييق الخناق عليهم بالتواجد الأمني المكثف.
الجريدة الرسمية