رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة دبلوماسية بين الجزائر وفرنسا بسبب الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة

الطائرة الجزائرية
الطائرة الجزائرية المنكوبة

ذكرت صحيفة «النهار» الجزائرية اليوم السبت، أن الصندوق الأسود للطائرة الجزائرية المنكوبة أثار أزمة دبلوماسية بين الجزائر وفرنسا إثر محاولة فرنسا الاستئثار به ونقله إلى باريس للتحقيق في حادث سقوط الطائرة فيما تصر الجزائر على تطبيق القانون الدولى الخاص في مثل هذه الظروف وهو أن يكون للدولة صاحبة الطائرة أو صاحبة الرحلة الحق في التحقيق بالتنسيق مع الشركة مصنعة الطائرة والاطلاع على الصندوق الأسود بالإضافة إلى الدولة التي سقطت فيها الطائرة.


وكشف مصدر موثوق لـ«النهار» أن الـ24 ساعة الماضية شهدت أزمة دبلوماسية بين السلطات الجزائرية والسلطات الفرنسية حول من سيرأس اللجنة المكلفة بمعاينة الصندوق الأسود للطائرة الجزائرية التي سقطت في مالى وراح ضحيتها 116 شخصا من بينهم 51 فرنسيا، وآخرون من جنسيات أخرى مختلفة، مشيرا إلى أن جهات فرنسية أبلغت مساء أمس الأول السلطات الجزائرية بأنها ستتكفل بمعاينة الصندوق الأسود بعد العثور عليه في مكان وجود الحطام في صحراء مالى وهو ما رفضه عمار غول وزير النقل الجزائرى مذكرا باريس بالقانون الدولي المعمول به في مثل هذه الحالات.

وأضاف المصدر أن «الإليزيه» استنكر الرد الجزائرى بالنظر إلى أن الطائرة المنكوبة كانت تقل أكثر من 50 راكبا من جنسية فرنسية ما يمنح الأولوية في المشاركة في التحقيق أو أخذ الصندوق الأسود إلى فرنسا لفتحه بحجة عدم الاستقرار الأمني في مالى، مؤكدا مخاوف الخبراء من التوجه لمالى لمعاينة الصندوق الأسود إلا أن السلطات الجزائرية أبلغت فرنسا بالتزاماتها بالقوانين والأعراف الدولية التي لم تضع عدد الضحايا أو جنسياتهم في تحديد اللجنة التي لها الحق في التحقيق في حادث سقوط الطائرة وبالتالى ليس من حق فرنسا أن ترأس لجنة التحقيق أو تستأثر بالصندوق الأسود.

وأضاف المصدر أن السلطات الجزائرية أكدت أن لجنة التحقيق سترأسها مالى بصفتها الدولة التي وقعت بها الكارثة إلى جانب الجزائر وإسبانيا، وأنه بالنظر إلى وجود جنسيات أخرى داخل الطائرة فسيحق لهم جميعا دون استثناء المشاركة في التحقيق كمساعدين فقط وهو ما ينطبق على فرنسا مما دفع بالرئيس الفرنسى فرنسوا اولاند إلى استباق الاحداث والتصريح بأن باريس هي التي ستفتح الصندوق الأسود في محاولة منه للضغط على السلطات المالية والجزائرية.

وأكد المصدر نفسه أن تصريحات أولاند دفعت بالرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة إلى ايفاد وزير النقل عمار غول على رأس لجنة مكونة من متخصصين وأمنيين وتقنيين إلى مالى للوقوف على جميع التحركات الخاصة بالصندوق الأسود وعدم السماح لفرنسا باتخاد إجراء فردى يزيد من حدة الأزمة «الجزائرية/الفرنسية»، موضحا أن المسؤولين الجزائريين تلقوا ضمانات رفيعة المستوى من مالى تؤكد الالتزام بالقوانين في عملية التحقيق وفتح الصندوق الأسود واتباع التدابير والإجراءات التي ينص عليها القانون الدولى في هذا الشأن وذلك مباشرة عقبت الحادثة الأليمة.

الجريدة الرسمية