مساجد لها تاريخ.. مسجد رابعة العدوية
يقع مسجد رابعة العدوية في شرق القاهرة بحى مدينة نصر وترجع شهرته إلى خروج جنازات المشاهير منه حيث قرب المقابر منه.
هي رابعة بنت إسماعيل العدوي ولدت في مدينه البصرة، نشأت بين أبوين فقيرين صالحين بالبصرة وجاءت بعد ثلاث بنات فسماها "رابعة"، توفى والدها فما لبثت أن خرجت إلى العمل لكفالة أخواتها، ورغم عملها في الغناء إلا أنها ظلت عذراء طيلة حياتها.
رأت رابعة في نومها نورا ساطعا يحيط بها، فسبحت فيه، وسمعت مناديا يطلب منها ترك اللهو والغناء والانشغال بالتفرغ بالتضرع والمناجاة، واستبدال الألحان بالقرآن، فانقطعت عن الغناء، واستبدلت أشعار اللهو والمجون بأشعار الزهد والصلاح، وأقبلت على عبادة ربها، وبدأت بحفظ القرآن والعبادة والتهجد.
وحدثثت المجاعة في العراق فتشردت وتفرقت هي وأخواتها ولم تلتق بهن، وأسرها أحد تجار الرقيق وباعها لسيد من التجار، ومن شدة ورعها وتقواها وتضرعها إلى الله رق قلب الرجل لها وأعتقها، فانزوت عن الناس وخرجت إلى الجبال لتبنى لنفسها مسجدا تعيش به وتهيم في العشق الإلهى.
كانت تصلي الليل وتأنس في خلوتها بالله، وكانت تضع كفنها أمام عينيها حتى لا تنسى الموت، وتلوم نفسها إذا تكاسلت قائلة: "يا نفس إلى كم تنامين، يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور، وكانت تبكي في سجودها حتى يبتل موضع رأسها، ومن سماتها: أنها لا تتعجل الانصراف من وقوفها بين يدي الله، بل تحب طول المقام، وكانت تصوم معظم الأيام.
كانت وفاتها سنة ثمانين ومائة وقيل خمس وثمانين ومائة وهى في الثمانين من عمرها ودفنت بالقدس وقبرها على رأس جبل الطور، وذكر ابن خلكان عن بعض من أحبوها قوله: "كنت أدعو "لرابعة العدوية"، فرأيتها في المنام تقول: هداياك تأتينا على أطباق من نور مخمرة بمناديل من نور".