مقالة كئيـبة أنصحك ألا تقرأها
..وبعد أن أصبح محمد مرسى رئيسا، هلّت علينا الكوارث فرادى وجماعات، وإذا عنَّ لك أن تنظر إلى حالتنا وحالة البلد ستجدنا وستجدها نسير وتسير من سيئ إلى أسوأ، وقد يقول أحدكم: يا أخى انظر إلى الجانب المضىء للصورة فلابد أن هناك أملا... بشروا ولا تنفروا، ومن أجل ذلك سأستعرض الصورة كلها، وسأنظر بمنظار مكبر لأرى هل هناك شىء نفرح من أجله؟ الحقيقة يا صديقى دون أن نستغرق فى الكآبة هى أنه لا شىء يمكن أن يدعو للفرح، فحالتنا وحالة البلد تقبع فى زمهرير الفساد، وقد يقول أحدكم وهو ينظر لى شذرا: يا أخى « استمتع بالسيئ فما هو قادم أسوأ»، ولكنى فى الحقيقة لم أجد أسوأ مما نحن فيه، وقد أوشك البلد على الدخول إلى الإفلاس بسبب جهل الحكام والوزراء وفساد عقولهم، وفى ذات الوقت تم إعداد خيرات البلد هنيئاً مريئاً لرموز الإخوان، وإذا كان الفساد فيما مضى يدعو السارقين والفاسدين والمفسدين للنهب ولكن دون إسراف إذ كان يقول لهم اسرقوا وانهبوا ولا تسرفوا، إلا أنه فى الوقت الحالى يقول لهم لا تذروا فى الأرض مليماً وليذهب الشباب إلى الجحيم وإلى المخدرات وإلى البطالة وإلى السكن فى القبور والعشش ويستجدى لقيمات.
ولتذهب الأسر الفقيرة إلى صناديق القمامة كى تبحث فيها عن لقمة عيش أو عن كسرة خبز.. ولينتحر من شاء من الآباء كمداً واكتئاباً لعدم قدرته على إطعام أطفاله أو إلحاقهم بمدارس الحكومة، وليذهب هذا الشعب المسكين فى داهية أو حتى فى ستين داهية، المهم أن بهوات الإخوان ورموز الفساد والإفساد تمتلئ جيوبهم بالمال.
هل يوجد أسوأ من ذلك؟ نعم، كبت للحريات، قتل للمتظاهرين، سحل للمواطنين، تعذيب للشباب الذى يخرج للمظاهرات، إغلاق للقنوات الفضائية، مصادرة للصحف.
انتظر، لم تنته المقالة بعد فهل من الممكن أن أتركك بعد أن غمس البلد كله فى نهر من الكآبة... طبعا هناك أمل ... ما زال الأمل معقودا على هؤلاء الشباب من أصحاب الفطرة النقية.. معقودا على ذلك المفكر الوطنى الصادق الذى سيعمل على صياغة عقول أجيال ستحمل الراية فيما بعد.. معقودا على ذلك السياسى المحارب الذى سيدخل السجن ويضحى بحريته من أجل أن يكون هناك مستقبل... يا صديقى مازال الأمل معقودا.