رئيس التحرير
عصام كامل

والله إن القلب ليحزن


مع إعادة مناقشة مجلس الشورى لمشروع قانون الانتخابات البرلمانية، وانطلاق الاستعدادات لها من قبل الأحزاب والقوى السياسية –سواء بالمشاركة أو بالمقاطعة- والزخم السياسى الذى ثار حول ملاحظات المحكمة الدستورية العليا حول مشروع القانون، هناك استعدادات من نوع آخر لتلك الانتخابات تجرى على الأرض لم تلحظها أجهزة ومؤسسات الدولة .


واللافت للنظر أن الاستعدادات هذا العام للانتخابات بدأت بشكل مبكر – قبل الهنا بسنة- حيث أجهز الكثير من المواطنين فى شتى بقاع المعمورة على البناء على الأراضى الزراعية، وسط تراخى وصمت حكومى غير مسبوق أو حتى تحرير محاضر للمخالفين، وطبعًا سارت المعلومة بين الناس كالنار فى الهشيم.

فوالله إن القلب ليحزن من رؤية مشاهد التعدى على محصول القمح، والذى من المقرر جنى المحصول بعد أقل من 45 يومًا، كما حزنت كثيراً من مشاهد اللوادر وهى تجرف الأراضى المزروعة بالقمح، كما يواصلون الليل بالنهار للبناء عليها.

بل قد لا أكون مبالغاً إذ أقول إن مشاهد "قتل القمح "هذه لا تقل فى بشاعتها عن مشاهد قتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير وما تبعها من سقوط شهداء فى شارع محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد والاتحادية، بل لا تقل فى بشاعتها عن مشاهد قتل شهداء جنود رفح وحادث قطار أسيوط، وشهداء الاتحادية، وأخيراً شهداء بورسعيد.

"المنوفية" طبعاً وكعادتها جاءت على رأس المحافظات الأكثر اعتداءً على الأرض الزراعية – وأنا أحد أبنائها – إلا أن هناك الآن مشاهد تبدو صادمة من تعدى أشخاص دائمًا ما روجوا بأن التعدى على الأرض الزراعية حرام شرعاً .

ولكن يبقى تساؤل من أين يأتى المصريون بتلك الأموال للبناء على الأرض الزراعية فجأة وبدون أية مقدمات ؟ ، خاصة أن أسعار مواد البناء ارتفعت مؤخرًا بشكل كبير، فوصل طن الحديد إلى 5500 جنيه وتخطى سعر طن الأسمنت 600 جنيه .

الطامة الكبرى أن أكثر من 62 ألف فدان تم التعدى عليها منذ الثورة، وإن لم تتخذ الحكومة إجراءات فورية للتعامل مع تلك الاعتداءات فالرقم من المتوقع أن يتضاعف إلى ثلاثة أمثال خلال فترة الانتخابات البرلمانية القادمة.

وتبقى كلمة أخيرة للرئيس المصرى ورئيس الحكومة .. رجاء أنقذوا الأرض الزراعية .. الكارثة قادمة .. والتعدى عليها آت لا محالة .. الضعف والترهل الحكومى يزداد يومًا بعد يوم .. ألا تحركون ساكنًا .. الإجابة سأتركها لك أيها القارىء الكريم .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الجريدة الرسمية