رئيس التحرير
عصام كامل

النبي يغتنم "هدية السماء" بالقرآن والدعاء

فيتو

منذ أن عرفها المسلمون كانت ليلة القدر ولا تزال هي حالة خاصة لكل مسلم يحاول أن يجعل من شهر رمضان هو الجائزة الكبري التي تؤدي به إلى الفوز في الآخرة فهي الليلة التي قال عنها ربنا إنها خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها.


فالليلة المباركة التي تعد "هدية السماء" للمسلمين تتميز بطقوس خاصة تساعد على اغتنامها بصورة حقيقية إلا أنه في جانب آخر من الأمر يظل إحياء الرسول عليه الصلاة والسلام لليلة القدر ذا طبيعة مختلفة حيث قال النبي في حديثه:" مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانا وَاحْتِسَابا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

فقد عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجتهد بصورة خاصة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان كل عام ففيما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمَّر وشد المئز فيسهر ليله، ويطوي فراشه ويودع النوم - وإن كان النوم في جميع ليالي عمره قليلا - ويُلزم من يطيق من أهله ذلك معه.

أما أشكال هذا الاجتهاد فتقول عنه السيدة عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور (أي يعتكف) في العشر الأواخر من رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان كما ثبت في الصحيحين أن النبي كان يزيد من التقرب إلى الله في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان. حيث ورد أن النبيَّ كان يجتهد فيها أكثر مما يجتهد في غيرِهِا في جميع أنواع العبادات من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها.

ومن أفعال رسول الله أيضا في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم أنه كان يعتزلُ نساءَه ليتفَرغَ للصلاةِ والذكرِ فكان ليلَه بالقيامِ والقراءةِ والذكرِ بقلبه ولسانِه لِشَرفِ هذه الليالِي وطلبا لليلةِ الْقَدْرِ كما أنه صلي الله عليه وسلم كان لا يترك أحدا من أهله يستطيع القيام للعبادة والسهر للإحياء والقوة على ذلك إلا أيقظه حيث ذكر عن زينب بنت أم سلمة أنه لم يكن النبي إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه.


أما عن الدعاء فقد قال للصائم دعوة عند فطره لا ترد، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من داعٍ فاستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له. وحين سألته عائشة فقالت له: "أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". وكذلك فقد كان النبي يستعد لليلة القدر من خلال إنهاء الخصومات التي تعتبر سببا في منع الخير فعن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى -أي تخاصم وتنازع- رجلان من المسلمين، فقال: "خرجتُ لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت".

وعن طقوسه صلي الله عليه وسلم في ليلة القدر يقول الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية‏،‏ والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية‏ أن النبي عرف عنه أنه كان دائم الاجتهاد في العشرة الأواخر في شهر رمضان بصورة خاصة عن غيرها من الأيام وهي رسالة أراد النبي أن تصل إلى أمته بأن يعملوا على اغتنام فرصة ليلة القدر بأن ينتهزوا جميع الفرص التي تمكنهم من الوصول إليها.

وأضاف أن النبي كان يحي الأيام العشرة وبخاصة الفردية منها بالإكثار من قراءة القرآن وذكر الله والثناء عليه بما هو أهل له كما ورد عنه صلي الله عليه وسلم أنه كان يوصي أهله بدعاء "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني" وهو أيضا من أفضل الأدعية التي علمها لنا النبي الكريم.
الجريدة الرسمية