رئيس التحرير
عصام كامل

سيد القمنى ..مفكر أم دجال؟ (2)


يعتبر كتاب "الحزب الهاشمى وتأسيس الدولة الإسلامية" وجهة نظر وتحليل سيد القمنى لجذور فكرة تأسيس الدولة الإسلامية . اعتبر البعض هذا الكتاب واحدًا من أهم الإصدارات العربية المعاصرة على الإطلاق، بينما اعتبره البعض الآخر، ضربات خفية وظاهرة للإسلام وكعبة الإسلام ونبى الإسلام ودس السم فى العسل . جاء الكتاب مخالفًا لوجهة نظر المؤرخين القدامى عن تاريخ الإسلام، فقد حلل القمنى التاريخ الإسلامي، على أساس كونه" ظاهرة بشرية وليست كمسيرة دينية ، تحركها إرادة الله دون تدخل من الماورائيات والفوق منطقيات".


بل إن الإسلام-كما يرى- يصبح أقرب إلى رسالة سياسية هدفها الأول، تكوين دولة الحزب الهاشمى «دولة بنى هاشم» ، هذه النظرية بالتحديد ستعارضها نظرية مشابهة تنحو أيضا لدراسة الإسلام كتاريخ ورسالة سياسية دون أى اعتبار دينى على يد خليل عبد الكريم لكن عبد الكريم يرى أن رسالة الإسلام السياسية كانت بناء دولة قريش .

ويرى القمنى أن العامل الاقتصادى والفكر القومى العروبى لعب دورًا كبيرًا فى نشوء الإسلام، وحسبه أيضا .. فإن عبد المطلب بن هاشم جد الرسول محمد تمتع بوعى سياسى وقومى رفيع وحاول زرع البذور الأولى نحو الوحدة القومية فدعا إلى إلغاء التماثيل والأصنام وغيرها من الوساطات والشفاعات وبدأ بغرس فكرة الحنفية مستلهما أسسه من ديانة إبراهيم الذى يعده العرب أبا لهم .

يرى القمنى أن الرسول محمدًا أكمل مابدأ به جده وقام الإسلام بالتخلص من أرستقراطية قريش واستقر أمر الدولة العربية الإسلامية الوليدة للبيت الهاشمى وتراجع نفوذ الأمويين من أبناء عمومتهم ليتأجج بعد ذلك الصراع التاريخى بينهم، على أسس اقتصادية اجتماعية جديدة، خاصة بعد اتساع الدولة بالفتوحات وانتشار الرسالة الجديدة. وعندما سنحت الفرصة للحزب الأموى انقضوا على الهاشميين بضراوة واستولوا على الحكم، وساعتها تجلت مشاعرهم تجاه بنى عمومتهم فى المجازر الدموية التى راح ضحيتها كل من أيّد البيت الهاشمي.

لكن القمنى فى هذا الإطار لا يوضح سببًا واحدًا لمحاولات الرسول المتعددة للتقرب من بنى أمية وإدخالهم فى دولة الإسلام، من زواجه من أم حبيبة بنت أبى سفيان التى كانت أولى البوادر التى أسست لتحالف أبى سفيان مع الدعوة، إلى تصريح الرسول يوم فتح مكة «ومن دخل بيت أبى سفيان فهو آمن».

فهذه العوامل كلها مهدت لاحقًا لدخول بنى أمية بشكل لافت فى الدعوة الإسلامية، بل إنهم أصبحوا أبرز من يدافع عن دولة الإسلام فى زمن حروب الردة ، هذه الأحداث لا تفسرها نظرية القمنى فكيف يمكن لمن يريد تأسيس دولة بنى هاشم أن يحاول أن يقرب بنى أمية ناهيك أن الرسول لم يكن يبدى أى ميول لتفضيل أقربائه الهاشميين طوال فترة الدعوة ؟

واستنادًا إلى كتاب الحزب الهاشمي.. فإن فكرة" النبى المنتظر" كانت وليدة التحولات التاريخية التى بدأها عبد المطلب ، أما عن الكعبة فيرى القمنى أنها بنيت على يد العرب. وهذا مخالف للقناعة السائدة بأن الكعبة أقدم من العرب.

ومن الفقرات التى أحدثت ضجة كبيرة هو تفسير القمنى للآيات 6 و 7 و 8 من سورة الضحى والتى نصها «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى» هذه الآيات حسب رأى القمنى ـ نزلت فى فضل خديجة بنت خويلد على النبى محمد لأنها أغنته بمالها وهذا مناقض للتفاسير المعتمدة ..ونكمل غدًا.

من كتابى "ضد الإسلام"..الطبعة الثانية.

الجريدة الرسمية