دعوى قضائية لوقف إعلانات جمع التبرعات
أقام الدكتور سمير صبري المحامي دعوي مستعجلة ضد رئيس الوزراء لامتناعه عن إصدار قرار بمنع ووقف إعلانات التبرع.
وقال صبري في صحيفة الدعوى: "إن إعلانات التسول تفرض نفسها علينا وكأن المواطن المصري كتب عليه الفقر للأبد وانتشرت ظاهرة السطو على جيوب المتبرعين بمشاهدة المرض والفقر وكلها إعلانات المستشفيات والمعاهد والجمعيات والتي يتفنن أغلبها في إثارة العاطفة لدى المشاهدين بمشاهد المرض والبؤس والفقر".
وأضاف أنه: "بلا شك فإن بعض هذه الإعلانات تأتي بشكل لائق وحقيقي ومحترم ويراعي كافة النواحي النفسية والإنسانية للمريض ويراعي كل القواعد والأصول الفنية للإعلان الهادف الذي يأتي بثمارة لصالح المريض وتحقيق الهدف من التبرع لتقديم أفضل خدمة علاجية للمريض دون أن يسيء للمريض في نفسيته أو إحساسه أو إهدار كرامته على شاشات الفضائيات".
وأضاف: "إنه يسير على هذا النهج مستشفى سرطان الطفل ٥٧٣٥٧ التي تتقدم في صفوف من حقق الله على يديهم معدلات شفاء مرتفعة من سرطان الأطفال والذي يقدم مستوى راقيا من الرعاية وأن تكون المثل الحي للعمل الخيري الذي يلهم الآخرين".
وتابع: "لكن بخلاف ذلك فإن كل الإعلانات التي تسعى لجمع التبرعات أساءت إساءة بالغة للمقصود التبرع لهم أو للمريض وتصدر إعلانات المؤسسات الخيرية على الشاشات وبالشكل الذي تظهر به شيء مخجل، ويروج لمصر في الخارج بشكل سيئ، وتظهر المجتمع المصري أنه في أشد الحاجة إلى الطعام والمأكل والملبس وأن الجميع يعرف أنه ليست كل هذه الأموال تذهب إلى أصحابها أو مكانها الطبيعي".
وأضاف: "والسؤال الذي يطرح نفسه ما أسباب قيام هذه المؤسسات بإنفاق مبالغ طائلة على الإعلانات بهذا الشكل ويمكنها استخدام هذه الأموال في أعمال الخير كما تروج لنفسها بدلا من أن توجهها إلى حملة إعلانية ضخمة، لكن كانت هناك أهداف أخرى من جمع أموال التبرعات".
وقال: "من المعروف أن هذه الإعلانات تعتبر وسيلة تنشر في المجتمع ثقافة التسول والإعانة والاعتماد على الغير، خاصة أن عمل الخير لا يجب أن يرتبط بالألم وغير مقبول إنسانيا استخدام الأطفال والمرضى في إعلانات الحصول على التبرعات، لأن الأمر يمثل انتهاكًا لخصوصية وحرمات البشر، بما تحويه تلك الإعلانات من مشاهد قاسية جدا للمرضى والمحتاجين".
وأضاف في دعواه أن "استخدام الأطفال تحديدا في هذه الإعلانات يعتبر ضد حقوق الطفل المتعارف عليها وفي حالة الحصول على موافقة أهل الأطفال المرضى في ظهورهم بالإعلانات فهى تعتبر موافقة تحت قهر وضغط، ويتم فيها استغلال حالة أهل الطفل المادية لعرضه كسلعة".
وأشار إلى أن ما تحويه مشاهد معظم الإعلانات الخيرية تتنافى مع أبسط مبادئ الإسلام والتي تدعو إلى إعطاء الصدقات والتبرعات سرا، ولا يجب أن يكون عمل الخير مرتبطا بالألم وانتهاك الخصوصية وإذلال المواطن وتصويره وإظهاره في أسوأ مشهد يراه العالم كله والذي يمتد إلى الإساءة للدولة".
وأكد أن استخدام الأطفال في الإعلانات لجمع التبرعات من خلال استعطاف الناس يخالف احكام الشريعة الإسلامية لأن الأطفال منحة إلهية للبشر ونعمة كبرى أنعم الله بها على عباده ومن هنا ينبغي أن نحسن تربيتهم وفقا لما أمر به الإسلام".
وتابع: "لكن استغلال الأطفال في إعلانات التسول أو الحصول على الصدقات والتبرعات أصبح من الظواهر السيئة التي تهدد المجتمع في الفترة الحالية لأن هناك الكثير من الظواهر السلبية التي تترتب على هذا وتكثر الجرائم نتيجة لأن البعض أصبح يستخدم الأطفال بطريقة سيئة لا تتفق مع تعاليم الإسلام، فنجد البعض يعرض هؤلاء الأطفال وهم يرتدون ملابس ممزقة ويظهرهم بمظهر المتسول وصولا إلى جمع أكبر قدر من المال".