رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الخارجية: القبول بالمبادرة المصرية يرفع الحصار عن غزة.. المجتمع الدولى متفق على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية.. وفرنسا تؤكد: ليس هناك قاعدة بأوربا للتحذيرات السياحية تجاه مصر

 وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكرى

كشف وزير الخارجية سامح شكرى أن هناك توافقا بين مصر وبين فرنسا على أهمية المبادرة التي طرحتها مصر فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة وعلى أهمية تفعيلها لحماية أرواح الأبرياء.


وأضاف وزير الخارجية، في المؤتمر الصحفى المشترك الذي عقده شكرى مع نظيره الفرنسى لوران فابيوس، بعد جلسة مباحثاتهما التي عقدت بالقاهرة أمس، أن هناك توافقا أيضا بين القاهرة وبين باريس على ضرورة أن يؤدى وقف إطلاق النار إلى استقرار الأوضاع في قطاع غزة وتطبيع حياة المواطنين في القطاع، مشيرة إلى أن المبادرة المصرية تعد أرضية سليمة لتحقيق هذه الأهداف.

"مصر وفرنسا.. علاقة وطيدة"
ووصف شكرى العلاقات المصرية الفرنسية بالوطيدة في مختلف المجالات لاسيما الافتصادية والسياسة والثقافية.. مرحبا بزيارة لوران فابيوس إلى مصر لحرص الجانبين على توطيد وتوثيق وتدعيم العلاقات خلال المرحلة القادمة في شتى المجالات.

وأوضح شكرى أن مباحثاته مع نظيره الفرنسى تطرقت أيضا إلى الأوضاع الحالية في ليبيا وخطورتها إلى جانب الأزمة السورية والوضع في العراق، حيث تم الاتفاق على استمرار التعاون بين مصر وفرنسا سواء على الصعبد السياسي أو الأمني حيال هذه القضايا..مؤكدا توافق الرؤي بين الجانبين حيال كافة المسائل.

وأشار وزير الخارجية إلى أن اللقاء مع نظيره الفرنسى كان فرصة لعرض الأوضاع المرتبطة بالاستحقاقات السياسية الثلاثة التي أعقبت ثورة الثلاثين من يونيو وكان هناك تفهم من الجانب الفرنسى لما تقوم به مصر لوضع أسس قوية لدولة مستقرة من أجل الانطلاق نحو المستقبل الذي يلبى طموحات الشعب المصرى.

وأعلن وزير الخارجية عن اعتزام الجانبين توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال إيجاد مجالات جديدة لهذا النوع من التعاون والتبادل الاقتصادى.. مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد عددا من الزيارات المتبادلة بين الطرفين لاستكشاف فرص التعاون.

وقال وزير الخارجية إننا نتطلع إلى استمرار التعاون المثمر بين مصر وفرنسا وبين مصر وباقى الدول الأوربية من أجل تحقيق أهداف مصر

من جانبه، وجه فابيوس الشكر لوزير الخارجية على الاستقبال الجيد، مشيرا إلى أن الشعبين الفرنسى والمصرى اصدقاء منذ فترة طويلة جدا وهى صداقة قديمة لم تضعف ابدا.. وبالنسبة لنا فالعلاقات الجيدة مع مصر نقطة هامة وجانب هام في سياستنا الخارجية.

وقال فابيوس: "إن الفرصة سنحت لنا أمس لاستعراض العلاقات الثنائية وبعض المشاكل الدولية والإقليمية".

وبالنسبة للعلاقات الثنائية، أوضح: "نحن واضحون تماما فنحن ندعم المرحلة الانتقالية في مصر في إطار الالتزام بالحريات العامة ونتمنى النجاح لهذه العملية التي بدأت بمصر، ونحن متضامنون مع مصر إزاء المخاطر القائمة ونعتقد أن الديمقراطية والتهدئة بين المصريين هما مفتاحا الاستقرار المستدام".

ولفت إلى أنه وعلى أصعدة مختلفة فان علاقاتنا جيدة بل ممتازة مشيرا إلى أنه تطرق للجانب الاقتصادى قائلا: "إن هناك العديد من شركاتنا الموجودة بمصر ولديها استثمارات هامة جدا وتعودت شركاتنا على تقاسم التكنولوجيا.. ونحن نريد تعزيز وتقوية هذه الشراكة مع مصر".

وأشار فابيوس إلى أن الوزيرة الفرنسية المكلفة بملف بملف التجارة الدولية سوف تزور مصر شهر سبتمبر أو أكتوبر المقبل.

"إعجاب الفرنسيين بالحضارة المصرية"
ومن ناحية أخرى، أشار فابيوس إلى أنه ثقافيا وتربويا، فإن الكثير من الفرنسيين يكنون الكثير من الإعجاب لحضارة مصر.. وتحدثنا عن هذا الولع بمصر وهناك تقاليد للتعاون في هذا الصدد يجب تعزيزها مثل تعلم الفرنسية وحضور الطلاب المصريين لفرنسا فكلها يجب تعزيزها.

وأضاف فابيوس: "إننا بشكل عام لدينا رغبة وإرادة للمستقبل وقريبان للغاية من بعضنا البعض ولاحظت أن شكرى لهم نفس النظرة لكثير من الأمور".

وتابع: "إننا تطرقنا للعديد من الموضوعات الدولية والإقليمية مثل مسالة فلسطين حيث قلنا إننا ندعم المبادرة المصرية التي تبنتها الجامعة العربية.. وقبلها الجانب الاسرائيلى ولكن لسوء الحظ لم تقبلها حركة حماس حتى الآن.. ونعتقد هذا الاقتراح بوقف فورى لإطلاق النار اقتراح هام فكل ضحية مأسوف عليها ويجب تفادى وقوع الضحايا ويجب الذهاب لوقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن وأن يؤدى لهدنة وأن تؤدى الهدنة لاستئناف المفاوضات وفهمنا أن هذا هو المنطق الكامن وراء المقترح المصرى".

وذكر لوران فابيوس أنه التقى صباح أمس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، واليوم سيكون بالأردن وسيلتقى مساء بنتنياهو، موضحا أنه "سيغتنم فرصة زيارة مصر لإجراء اتصالات هاتفية مع الدول المعنية مثل قطر أمريكا وتركيا وايطاليا ودول أوربية أخرى، وهذا ما نحاول القيام به سويا للدفع باتجاه السلام ولا يجب أن ننسى أبدا أن الأولوية الأولى للدبلوماسية الفرنسية هي البحث عن السلام والأمن، ونعرف أنه عندما يتعلق الأمر بالنزاع الفلسطينى والإسرائيلى فإن هذا يدعونا للعمل أكثر لوضع حد لهذا النزاع لأنه أمل الكثيرين حول العالم".

وتابع: "تم تناول الوضع بليبيا ووصفه بأنه موضوع يقلق فرنسا كثيرا لأن ليبيا بلد قريب جغرافيا وما يحدث هناك هام بالنسبة لليبيين أنفسهم ونتمنى لهم أن يجدوا السلام والاستقرار".

وقال إنه "تم تبادل الآراء ولاحظنا أننا ساهرون حتى لا تتمكن مجموعات إرهابية بليبيا أن تنمو وتترعرع كما تم التطرق لمشكلات المنطقة بشكل عام سواء في أفريقيا أو غيرها في ضوء زيارته برفقة رئيس بلاده لكوت ديفوار منذ ساعات مؤكدا أهمية الكفاح ضد المجموعات الإرهابية".

"رأي قطر"
وردا على أسئلة الصحفيين حول الاتصالات مع الجانب القطرى، أشار فابيوس إلى أن وزير الخارجية القطري أكد أن حماس راغبة في إجراء محادثات، وأكد وزير الخارجية الفرنسى على ضرورة تفادى التصعيد في الأراضي الفلسطينية.

"فتح معبر رفح"
وأكد سامح شكرى أن المعبر مفتوح بشكل مستمر منذ بدء الأعمال العسكرية في قطاع غزة من أجل علاج المصابين وتوصيل الإعانات والمعونات الغذائية التي يحتاجها القطاع وهذا يعتبر التزاما على مصر.

وردا على سؤال حول إمكانية رفع الحظر الفرنسي على السفر لبعض المناطق السياحية لمصر، قال فابيوس إنه لا يوجد قاعدة ملزمة تطبق على كل أوربا ولكن هناك جلسات عقدت على الصعيد الأوربي ثم اتخذت كل دولة ما تراه مناسبا مشيرا أن لفرنسا مركز أزمات موضوعى يرسم خريطة المناطق بالألوان المختلفة فهناك تقليديا مناطق لا تثير المشاكل ثم مناطق ننصح بعدم زيارتها مؤقتا ثم مناطق باللون الأحمر الأوضاع فيها خطيرة جدا، مشيرا أنه ناقش موضوع رفع الحظر مع وزير الخارجية شكرى ويجب أن نجد نقطة توازن في هذا الشأن.

وأكد أن مركز الأزمات مستقل تماما وهو أمر ضرورى للمصداقية ولكن في نفس الوقت ليس ممنوعا أن نلفت نظره للواقع نظرا لأن المخاطر تتغير مع مرور الزمن.
الجريدة الرسمية