موائد التكافل المصرية.. وكشري عمرو حمزاوي!!
غريب أمر أهلنا وشعبنا المصرى، إنه يحيرنى، يثير غضبى كثيرا لكن أبصم بالعشرة أنه إحدى عجائب الدنيا، تجد فيه كل متناقضات الحياة، تجد فيه سماحة الدنيا كلها، وتجد فيه الحب، وتجد فيه وفيه وعكس هذه الصفات أيضا....إلخ.
أثناء غضبى وثورتى على أهلي والشعب المصرى، يفاجئنى بصورة تذهلنى لا أجد شيئا أمامى إلا تعظيم سلام لهذا الشعب الرائع المدهش في غضبه وفرحه، مدهش في انكساراته ومدهش في انتصاراته، إنه الشعب المصرى !!
الأسبوع قبل الماضى ترجلت على قدمى في شارع هدى شعراوى وسط القاهرة -لا يبعد عن ميدان طلعت حرب إلا بخمسين خطوة أو أقل - قبل الإفطار بأقل من نصف ساعة، وجدت كل قيم التكافل والمحبة والرضا في الموائد الرمضانية من أول الشارع وحتى آخره وأيضا كل الشوارع الجانبية !!
ياالله.... في هدوء وسكينة ورضا وكرم لا محدود من أصحاب الموائد، تجد من يستقبلك حتى يجلسك في مكان ينتظرك، ترى المراجعة على الحاضرين، من أخذ ومن لم يأخذ..! الأصوات خافتة وهامسة ولا تعلو إلا عندما يحاول صاحب أو القائم على مائدة الرحمن جذب أحد المارة ليجلس على مائدته وكان رائعا أننى رأيت سيدة وقد وقفت للإشراف على ما يقدم لضيوفها حسب قولها لمساعديها.
غمرتنى سعادة هائلة، الحياة تمضى ولا شىء يوقفها لأى سبب، انفجارات في الاتحادية والناس يمضون إلى أعمالهم، الناس لا يعبئون بأى شىء فهم شديدو الإيمان بالقضاء والقدر، وإن لكل أجل كتابا، ومفيش حد بيموت ناقص عمر..!
انتابنى عدد من التساؤلات طاردتنى وأنا عائد في طريقى، هل من يجلسون على كراسى الحكم يشعرون بهؤلاء البسطاء الذين كل حلمهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة ؟ هل الذين يتنقلون من قناة تليفزيونية إلى أخرى سواء كانوا مقدمي برامج يتقاضون مئات الآلاف أو ملايين أجرًا لهم أو من النخبة التي تقبض من كل القنوات للحديث في كل شىء وعن أي شىء، هل يشعرون بهؤلاء ؟ هل الإخوان المجرمون الذين كل يوم يحاولون إثارة الفوضى في المجتمع سواء بتفجيرات أو تظاهرات هل يشعرون بهؤلاء؟ هل قادة الأحزاب الورقية الوهمية يشعرون بهؤلاء؟
أبتسم وربما أضحك بهستيريا كلما تذكرت صورة للأخ عمرو حمزاوى وهو يمسك علبة كشرى وقد كتب تحت الصورة "عمرو حمزواى يأكل كشرى مع الشعب" أثناء حملته الانتخابية والسؤال: كم بعدها نزل عمرو حمزاوى وأكل كشرى مع نفس الناس وهم أهل الدائرة التي رشح نفسه عليها ؟ ولا مرة وكان نوعا من النفاق لمخاطبة مشاعر البسطاء !!
الله عليك يا مصر.. المحروسة من السماء مهما حاول أعداء الله والدين والإنسانية هدمك، مصر المحروسة من السماء قبل سواعد وقلوب أبنائها البسطاء الذين يعرفون حق ترابها عليهم، وأنهم بروحهم فداؤها.. ستظل مصر مصدرا للرحمة والتكافل ليس لشىء سوى أنها مصر المحروسة من السماء.