برقوق يخلع الملك زين الدين خاجي ويستولي على عرش مصر
تولى السلطان برقوق بن آنص الحكم في مصر لعام 784هـ بعد فترة قلاقل واضطرابات، وهو يعد مؤسس دولة المماليك الثانية التي تُذكر في كتب التاريخ بدولة المماليك البرجية الجراكسة.
كان والد برقوق اشتراه تجار الرقيق من بلاد الشراكسة ليبيعوه في أسواق مصر، حيث إن مصر أصبحت تستورد هذا النوع من العبيد لشراهة كل أمير من المماليك لتقوية حزبه بشراء أكبر عدد من الصبية لتدريبهم على القتال والانتماء إليه، فاشترى الأمير يلبغا والد برقوق سنة 1364 م، واعتنق الإسلام، وكان له ابن سماه برقوق أدهش يلبغا بجماله وذكائه ونشاطه، فأرسله لإحدى دور التعليم الإسلامى في مصر فبرع في الفقه وسائر العلوم الإسلامية، فرقاه إلى درجة أمير.
وحدث أنه عندما قتل المماليك سيد والده قد وصل الأمير برقوق إلى درجة كفاءة وامتياز ومهارة في القيادة بين المماليك فزجه قاتلو يلبغا في السجن مع باقى أصحابه من حراس ومماليك يلبغا، وكان من أخص أصحابه بركة بعدنان، وتخلص الأمير برقوق من سجنه وهرب منه بحيلة، وذهب إلى دمشق وخدم عن منجك حاكم دمشق حتى استدعاه الملك الأشرف إلى مصر قبل مقتله وعينه قائد فرقة من المماليك، وبعد قتل الملك الأشرف ظل برقوق يخدم ابن الأشرف بأمانة وإخلاص ليسد جميل أبيه واستولى على منصب الوصى، وكان هذا هدفه الذي يحقق طموحه في حكم البلاد.
وتوفى ابن الملك الأشرف في ربيع أول 783 هـ بعد أن حكم أربع سنوات وأربعة أشهر، وكان الأمير برقوق أمينًا في خدمته. وبايع المماليك أخى الملك المتوفى واسمه زين الدين خاجى وكان عمره ست سنوات وجلس على عرش الحكم سنتين، ويقول بعض المؤرخين إن مدة حكم هذا الملك سنة ونصف وكان يحكم حكما اسميا لأن الوصاية كانت وما زالت في يد الأمير برقوق.
وسئم برقوق من أن يكون هو الحاكم الفعلى تحت أمره ملك أو سلطان طفل، وطمع الأمير برقوق في الحكم.
وفى 19 رمضان سنة 784 هـ، خلع الأمير برقوق الملك زين الدين ونفاه، وأصبح برقوق الملك والحاكم الفعلى للبلاد رسميا في سنة 1382 م الموافقة 784 هـ، ووافق الأمراء والخليفة العباسى المتوكل بالله المقيم في القاهرة على تنصيب الأمير برقوق ملكا أو سلطانا على مسلمى مصر.