رئيس التحرير
عصام كامل

خبير لـ«فيتو»: لهذه الأسباب رفضت «حماس» المبادرة المصرية.. إحراج القاهرة دوليا في ظل حكم «السيسي».. إفشال المصالحة الفلسطينية والإطاحة بالرئيس «أبومازن».. والحر

الدكتور منصور عبد
الدكتور منصور عبد الوهاب المحلل السياسي

قال الدكتور منصور عبد الوهاب، المحلل السياسي والخبير المتخصص في الشئون الإسرائيلية، إن رفض حركة حماس، للمبادرة المصرية المتعلقة بوقف إطلاق النار، التي طرحتها القاهرة، ووضعها شروط تعسفية مثل فرض رقابة دولية على معبر رفح، ما هو سوى محاولة منها للعودة إلى الساحة السياسية الدولية من جديد، خاصة بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر، وإتمام المصالحة الفلسطينية مع فتح في أبريل الماضي، وأصبح القطاع والضفة تحت حكم السلطة، بالإضافة إلى صورتها السيئة داخل الوطن العربي فيما عدا قطر.


ولفت إلى أنها -حماس- تريد تحقيق ذلك على حساب إراقة دماء الفلسطينيين وجثث الأطفال، لذلك فهي قامت بخطف المستوطنين الثلاثة الإسرائيليين ثم قامت بقتلهم، رغم علمها جيدا أن خطفهم وقتلهم سيؤدي إلى إسالة دماء مئات الفلسطينين وإصابة الآلاف وتشريد عشرات الأسر.

ورأى عبد الوهاب في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن هناك تعاونا وثيقا بين الحركة وتل أبيب، حتى ولو كان ذلك التعاون لن ينشأ باتفاق، ولكنه في نهاية الأمر حقق أهداف إسرائيل، بمعنى أن دولة الاحتلال كانت في مأزق أمام المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية بعد فشل مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينة، وكانت تريد أي مبرر أمام العالم تثبت خلاله انها بريئة من ذلك الفشل وأن المعرقل هم الجانب الفلسطينى، فجاءت عملية حماس لتحقق هذا الهدف للاحتلال.

وأضاف أنه كان من المفترض بعد إبرام المصالحة أن من يتفاوض مع المجتمع الدولي هو السلطة الفلسطينة وليست حماس، ولذلك تبين من تلك التصرفات أن هدف الحركة هو إفشال المصالحة، بالإضافة إلى القضاء على أبو مازن، وإحراج مصر دوليا وعدم عودتها لريادتها في المنطقة في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

أما بخصوص شروط حماس لقبول المبادرة، علق عبد الوهاب بأن حماس وضعت شروطا تعجيزية، مشيرا إلى أن تلك الشروط تصلح لأن تكون أساس لاتفاق سلام بين الطرفان، كونهم طالبوا بفتح ميناء دولي وبحري والسماح لأهل غزة بزيارة المسجد الأقصى، وليس شروط لاتفاق هدنه بل اتفاق سلام ويستغرق شهور من المباحثات وليس ساعات للدخول في مفاوضات على أساس تفاهمات 2012، لافتا إلى أن تعليق المبادرة بهذا الشكل، أظهر حماس كأنها تقول أنا لا أقبل بوقف إطلاق النار وأحقق الأهداف الإسرائيلية.

وأشار إلى أن عملية اختطاف المستوطنين جاء في مصلحة "تل أبيب" كونه أخرجها من مأزق خارجي أمام دول العالم، بالإضافة إلى أنه أخرج نتنياهو من مأزق داخلي بعدما انتشر الحديث عن ضرورة إجراء انتخابات مبكرة، والآن سكت هذا الحديث عقب شن الغارات على القطاع.

وحول شرط حماس تحويل معبر رفح إلى معبر دولي تحت إشراف الأمم المتحدة ودول عربية صديقة، قال عبد الوهاب إنه ليس من حق حماس أن تطلب تحقيق هذا الشرط، وذلك لأنه عند إبرام اتفاقية المعابر عام 2005 والتي كانت أطرافها مصر والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، نصت الاتفاقية على وجود الجانب المصري داخل المعبر والسلطة الفلسطينية غلي جانب ووفد أوربي برفقة جهات أخرى للإشراف على هذا المعبر ومجمع المعابر التي تطل على القطاع، إلا أنه بمثابة سيطرة حماس على القطاع بشكل تام في 2006 طردت السلطة الفلسطينية ووفد الاتحاد الأوربي المشرف على تنفيذها، وبالتالي ليس من حقها طرح هذا الشرط، بالإضافة إلى انها ليست السلطة الرسمية في فلسطين خاصة بعد إبرام اتفاقية المصالحه مع الحركة أبريل الماضي وأصبحت السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس هي الحاكمة للأراضي الفلسطينية والقطاع رسميا.
الجريدة الرسمية