رئيس التحرير
عصام كامل

غزة تغرق في بحر الدماء.. "حماس" تصر على العناد وإسرائيل تقتل المدنيين..منصور: "الحركة" تفرض شروطا تعجيزية وتضحى بدماء الفلسطينيين.. محلل صهيوني: ترفض اللعب وفقًا لشروط مصر وتفضل وساطة قطر أو تركيا

الاوضاع في غزة -
الاوضاع في غزة - صورة ارشيفية

في أعقاب موافقة المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي على المبادرة المصرية من أجل وقف إطلاق النار، ردت حماس بوابل من الصواريخ على إسرائيل لإعلان رفضها الوساطة المصرية بشكل عملى، وكانت النتيجة استمرار المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة.


وخرجت حماس اليوم الأربعاء لتضع 10 شروط من أجل قبولها التهدئة مع إسرائيل لتؤكد إصرارها على الرفض التام للوساطة المصرية.

وعلق الدكتور "منصور عبد الوهاب" الخبير في الشئون الإسرائيلية على شروط حماس للتهدئة قائلًا: إن حماس تفرض شروطا تعجيزية للإفلات من المأزق الذي يتمثل في موافقة الجميع للمبادرة المصرية ماعدا حماس وقطر وتركيا، علاوة على رغبتها في إعادة نفسها على الساحة من جديد، لكنها اختارت طريقة دمار الشعب الفلسطينى للعودة.

وأضاف دكتور "عبد الوهاب" في تصريحات لـ "فيتو" أنه فيما يخص شروط مثل حرية السماح للوصول للأقصى، إقامة ميناء بحري ومطار جوي دولي يتم تشغيله بواسطة الأمم المتحدة، التي وضعتها حماس ضمن شروط قبول التهدئة، فهى أمور تصلح لتكون بنودا لسلام مستقبلى والوصول إليها يستغرق وقتا طويلًا، مما يعنى أنها لا تريد الحل بل تريد وضع العراقيل حتى يستمر الوضع الحالى لفترة، مضحية بدماء الشعب الفلسطينى.

وتابع: أنه على سبيل المثال فإن غزة تبعد عن المسجد الأقصى بمسافات كبيرة والسماح للمقيمين في غزة بالمرور عبر الأراضى الإسرائيلية وصولًا للأقصى يتطلب ترتيبات أمنية خاصة وصارمة جدًا وهذا يأتى في إطار اتفاق مع إسرائيل وهذا لا يتناسب مع الوضع الحالى الذي تسال فيه الدماء الفسطينية وتهدم المنازل.

وأوضح الخبير في الشئون الإسرائيلية أن حماس اختارت توقيت التصعيد في أعقاب المصالحة الفلسطينية من خلال خطف وقتل المستوطنين الثلاثة، وذلك لأنه بعد المصالحة أصبح الحكم في أيدى السلطة الفلسطينية وليس حماس وهذا يتعارض مع أجندتها التي تخدم أهدافا إقليمية ودولية وتلحق ضررًا بالغًا بالأهداف الوطنية الفلسطينية، موضحًا أن حماس تريد تحريك المياه الراكدة لتظهر من جديد على السطح من خلال هذا التصعيد.

واستمرارًا لمسلسل الدم الذي يعود إلى تعنت حماس، استشهد 12 فلسطينيا في الساعات الأولى من فجر اليوم التاسع من العدوان الإسرائيلي على غزة وأصيب ثلاثون في سلسلة غارات متفرقة تركزت في جنوب قطاع غزة، لتصل حصيلة الشهداء منذ بدء العملية العسكرية إلى 205 شهداء.

وفى المقابل اعترف الجيش الإسرائيلي بسقوط 17 صاروخا منذ ليلة أمس على المناطق الإسرائيلية ليصل مجموع الصواريخ التي سقطت منذ بدء العملية إلى 984 صاروخا 38 منهم في مناطق مأهولة.

وقال الكاتب الإسرائيلى "عاموس هارئيل" في مقال بصحيفة "هآارتس" العبرية إن حماس ترفض اللعب وفقًا لشروط مصر.

وأضاف أن إسرائيل يمكنها كما يبدو إعطاء فرصة أخرى للجهود المصرية، لأنه بدون وقف إطلاق النار، وتحت وطأة الضغط الشعبي المتزايد والانتقادات الفظة من قبل وزيرين في المجلس الوزاري المصغر، يمكن لرئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" أن يغير توجهه ويصعد الخطوات العسكرية في قطاع غزة.

وتابع هارئيل قائلًا: إن مصر بادرت إلى وقف إطلاق النار دون الحصول على موافقة مسبقة من قادة حماس، وحددت القاهرة موعد سريان وقف إطلاق النار وأملت الشروط: الهدوء مقابل الهدوء، العودة إلى تفاهمات "عامود السحاب" واستعداد مصر الغامض لإعادة فحص مسألة التسهيلات على معبر رفح."

وأوضح أن إسرائيل تجاوبت مع المبادرة، وأرسلت ناطقيها الرسميين، ومن بينهم عاموس جلعاد، رئيس القسم السياسي في وزارة الأمن، لتسويق الاتفاق ونجاح إسرائيل في عملية "الجرف الصامد".

وعلل "هارئيل" رفض حماس للمبادرة المصرية لاحتمالين الأول أن حماس غضبت من محاولة مصر دفعها إلى الزاوية وتطالب بتحسين شروط الاتفاق في الجانب الاقتصادي، والاحتمال الثاني وربما المقلق، هو أن قيادة حماس استنتجت أنه لم يعد هناك ما ستخسره ولذلك سعت إلى جر الجيش الإسرائيلى إلى داخل القطاع، من خلال الافتراض بأن المنظومة الدفاعية لحماس ستتمكن هذه المرة من جباية ثمن باهظ من إسرائيل يتمثل بعدد كبير من الخسائر، وبالتالي عرض الموقف الفلسطيني كإنجاز."

وتقول المواقع الإسرائيلية إنه رغم انهيار المبادرة المصرية للتهدئة التي استغرقت بضع ساعات بعد رفض حماس شروط التهدئة واستمرار إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، يواصل طرفا القتال، إسرائيل وحماس، في شدّ الخيوط خلف الكواليس في مسألة هوية الوسيط بينهما، فبينما تفضل حماس وساطة قطرية أو تركية، رافضة تلك المصرية، تتمسك إسرائيل بالدور المصري لإنهاء القتال بينهما.

وكشف مسئولون سياسيّون أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الجيش موشيه يعالون أمرا بتجديد هجمات الجيش الإسرائيلي في غزة.

وفقًا للمصادر، فقد تمّ اتخاذ القرار بعد أنّ رفضت حماس والجهاد الإسلامي العرض المصري لوقف إطلاق النار، ووفقًا للتعليمات فقد أمر نتنياهو ويعلون "بالعمل بقوة ضدّ الإرهاب في غزة"، فيما دعا وزير الخارجية الصهيونى "أفيجدور ليبرمان" إلى إعادة احتلال غزة من جديد.

وكتب محللون إسرائيليون أن رفض المبادرة المصرية تكشف عن الصراعات الداخلية في حركة حماس، وأن الذراع السياسية بقيادة خالد مشعل أصبحت ضعيفة وغير قادرة على لجم الذراع العسكرية للحركة.

وعلى الجانب الإسرائيلي، قال مسئولون كبار إن قبول إسرائيل المبادرة المصرية للتهدئة زادت من رصيد الحكومة الإسرائيلية دوليا، مما يمنحها مزيدا من المساحة في حربها ضد حماس وملاحقة قياداته في غزة، حتى إن إسرائيل أطلقت عملية برية في غزة.
الجريدة الرسمية