بالفيديو والصور.. "فيتو" داخل معسكر "رجال المرور".. انضمام المجندين الأميين إلى فصول تعلم القراءة والكتابة.. تدريب الجنود على فحص الموتور والشكمان.. وتنظيم المرور في أوقات الذروة
وسط الميادين وفى الشوارع المزدحمة، وتحت لهيب الشمس المحرقة.. تراهم يقفون ينظمون حركة السيارات والدراجات النارية، ويحررون مخالفات لمن يخالف القانون.. ومنهم من يستقبل طالبى استخراج رخص القيادة وفحص السيارات واستخراج شهادات بيانات لها.. إنهم رجال المرور الذين يقع عليهم العبء الأكبر في ضبط حركة الشارع المصرى.. ترى ما هي التدريبات التي يتلقونها، وكيف يقضون أيامهم داخل معسكراتهم الخاصة، وما هي الخدمات وأوجه الرعاية التي توفرها وزارة الداخلية لهم؟.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها محقق "فيتو" من خلال زيارته لمعسكر تدريب رجال مرور الجيزة، ومعايشته للمجندين بداخله.
على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى، ووسط المنطقة الجبلية بالقرب من معسكرات الأمن المركزى.. توجد معسكرات تدريب رجال المرور.
دخلنا من البوابة الرئيسية وكان في استقبالنا المقدم أحمد بشير قائد المعسكر، الذي أصحبنا في جولة داخله شرح خلالها رحلة تأهيل المجند في قطاع المرور منذ اللحظة الأولى التي يدخل فيها المعسكر، والتدريبات التي يتلقاها وأوجه الرعاية والخدمات المقدمة له، وحتى نهاية خدمته.
في البداية قال: "معسكر تدريب مجندى المرور، يستقبل الشباب المجندين الذين وقع الاختيار عليهم من بين آلاف المتقدمين للتجنيد، بعضهم حاصل على مؤهلات دراسية متوسطة، وهؤلاء مدة تجنيدهم سنتان، والبعض الآخر من غير الحاصلين على مؤهلات ومدة تجنيدهم 3 سنوات.. ومن لا يجيد القراءة والكتابة، ينضم مباشرة إلى دروس محو الأمية، وهذه يقوم عليها ضباط متخصصون يعلمون الأميين القراءة والكتابة بأسلوب سهل ومبسط، ويتولى المعسكر مهمة توفير الكتب الدراسية والوسائل المساعدة في عملية التعليم".
المقدم بشير أكد أن قطاع المرور بالجيزة، يساعد المجندين من حاملى الدبلومات الفنية، في استكمال تعليمهم الجامعى، وهناك مجندون التحقوا بالفعل بعدد من المعاهد والكليات، وواصلوا دراستهم بعد انتهاء خدمتهم، وفى بعض الأحيان يساعدهم القطاع في إيجاد فرص عمل.
انتقل المحقق إلى ساحة واسعة مخصصة لتدريب المجندين، على قواعد العمل في قطاع المرور، وكيفية توجيه التعليمات إلى قائدى السيارات والدراجات النارية، في اوقات الذروة والتعامل مع الاختناقات المرورية، والتعرف على مدلولات الإشارات الضوئية.. وشاهد عددا من الضباط المتخصصين وهم يعلمون المجندين كافة القواعد المرورية في بيان عملى تستخدم فيه أحدث وسائل التدريب.. ثم انتقل المحقق ومرافقوه من الضباط المسئولين في المعسكر، إلى ساحة أخرى مخصصة لتدريب المجندين ورجال المرور على كيفية فحص السيارات أثناء ترخيصها، ومعرفة ما بها من مخالفات قانونية، سواء كانت في الزجاج "الفاميه" أو وجود ملصقات على الزجاج الأمامى والخلفى، وغيرها من المخالفات الأخرى مثل تحطم "كشافات" الإضاءة أو تهشم جسم السيارة وأبوابها.
وفى هذه الساحة شاهد المحقق بعض الضباط وهم يقدمون تدريبا عمليا للمجندين على فحص موتور السيارة والشكمان، كما يتم تدريبهم على طرق التعامل مع الجمهور، وتيسير الخدمات للمواطنين المترددين على إدارات المرور المختلفة، وبعد انتهاء فترة التدريب الأساسى لمجندى المرور، يتم الدفع بهم إلى الشوارع ليمارسوا أعمالهم على الطبيعة.
على بعد خطوات من ساحتى التدريب، توجد ساحة أخرى بها "برجولة" ذات شكل رائع يجلس فيها عدد من المجندين يشاهدون التليفزيون ويتابعون مباريات كرة القدم.
وأكد المجندون للمحقق أن هذه الساحة مخصصة للترفيه، وقضاء وقت الراحة بعد انتهاء فترة الخدمة بالشوارع، وهناك أيضا ملاعب للكرة وتنس الطاولة وغيرها من وسائل الترفيه المختلفة.
وقال أحد الضباط المسئولين في المعسكر، إن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، حريص على توفير كافة سبل الراحة والترفيه لمجندى قطاع المرور، نظرا لأهمية الدور الذي يقومون به في ضبط الشارع وتسهيل حركة المواطنين والذي يتطلب مجهودا جبارا..
انتقل المحقق بعد ذلك إلى عنابر النوم والمعيشة المخصصة للمجندين، وفيها شاعد عنابر للنوم بها أسرة نظيفة ومرتبة، وغرفة واسعة للطعام، وحمامات ومطبخ كبير تعد فيه كافة أنواع الأغذية من خضراوات ودواجن ولحوم وغيرها.. وأكد الضباط أنهم يحرصون على تناول طعام الإفطار مع المجندين، حتى لا يشعروا بالغربة وافتقاد الجو الأسرى في شهر رمضان المبارك.. وعلم المحقق أن اللواء مصطفى درويش مدير الإدارة العامة لمرور الجيزة، حريص على زيارة المعسكر بصفة دورية، والاستماع إلى شكاوى المجندين، وتحفيزهم على العمل بجد واجتهاد.
وبعد أن أنهى المحقق جولته في معسكر تدريب رجال المرور، التقى بأحد المجندين الذين التحقوا بالجامعة أثناء فترة خدمته، وسأله عن الخدمات والمساعدات التي قدمها قطاع المرور له فقال: "اسمى أحمد، وأنا حاصل على شهادة متوسطة، وفور التحاقى بمعسكر التدريب بقطاع المرور، وجدت كل مساعدة وعون من المسئولين هنا، ووفروا لى الكتب الدراسية وهيأوا لى الظروف، التي مكنتنى من الالتحاق بكلية الحقوق.. وهنا لا أشعر أننى في فترة تجنيد بل أنا وسط أسرتى، ونلقى جميعا معاملة حسنة من الضباط وتربطنا بهم علاقات طيبة".