المؤيد شيخ.. من سجن للمجرمين إلى درة المساجد المملوكية
مسجد المؤيد شيخ يعتبر أحد مساجد عصر المماليك الجراكسة. يقع هذا الجامع بشارع المعز لدين الله ملاصقا لباب زويلة. أنشأه المؤيد أبو النصر شيخ بن عبد الله المحمودي الجركسي الأصل أحد مماليك الأمير برقوق، وكان ذلك ابتداء من عام 818 هـ/1415 م وانتهى في عام 824 هـ/1421 م.
وصاحبه هو المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى الجركسى الأصل. ولد عام 770ه - 1368م. قدم القاهرة سنة 782ه - 1381م. وكان عمره اثنتى عشرة سنة. فاشتراه الخواجة محمود شاه البيزدى تاجر المماليك. فعرف بالمحمودى. ثم قدمه إلى الأمير برقوق وكان وقتها كبير الأمراء. فأعتقه وعنى به وبتربيته وكان ذكيا، فتعلم الفروسية واللعب بالرمح ورمى النشاب والضرب بالسيف والمصارعة وسباق الخيل.
وترجع قصة بناء المسجد إلى أن "المؤيد" سجن في سجن كان يقع مكان المسجد ويسمى بـ "خزانة شمائل" التي كان يسجن فيها المجرمون، وذلك أيام تغلب الأمير منطاش وقبضه على المماليك الظاهرية، وحدث أن قاسى "المؤيد" فيه كثيرا فنذر لله تعالى إن تيسر له ملك مصر أن يجعل هذه البقعة مسجدا لله عز وجل، ومدرسة لأهل العلم، وأوفى بنذره.
ويقول عنه عميد مؤرخى مصر «المقريزى» فيقول عنه: «فهو الجامع.. الجامع لمحاسن البنيان الشاهد بفخامة أركانه وفخامة بنيانه أن منشئه سيد ملوك الزمان. يحتقر الناظر له عند مشاهدته عرش بلقيس وإيوان كسرى أنو شروان. ويستغفر من تأمل بديع أسطوانه الخورنق وقصر غمدان».