رئيس التحرير
عصام كامل

«الثقافة» تنتفض ضد الأخطاء التاريخية بالمسلسلات.. «المجلس الأعلى»: صناع الدراما يتجاهلون الوقائع الموثقة.. يقدمون صورة مشوهة لأخلاقيات المجتمع المصري.. وعفيفي: أخطاء الأعمال الفنية

 المسلسلات التاريخية
المسلسلات التاريخية -صوره ارشيفيه

انتقادات واسعة طالت المسلسلات التاريخية التي تعرض خلال شهر رمضان المبارك، فلم ترحم أقلام النقاد تلك الأعمال، بل وجهت لها سهامها، ولعل أبرز تلك الأعمال مسلسل "سرايا عابدين"، الذي كان له نصيب الأسد في النقد.


وجاء من أبرز الملاحظات عدم توافق أحداث "سرايا عابدين" مع ما شهدته تلك الحقبة الزمنية من أحداث تاريخية، وأبرزها إقامة عيد ميلاد الخديو الثلاثين في القصر رغم أن كتب التاريخ تؤكد أن القصر لم يكتمل بناؤه في ذلك العام.

"صديق العمر"
فيما تقدمت أسرة مسلسل "صديق العمر" باعتذار عن الأخطاء التاريخية التي وردت في الحلقات، وأوضحت أنه إذا كانت هناك بعض الأخطاء التاريخية في الحلقات فهذا بالتأكيد أمر يستوجب الاعتذار من صناع المسلسل، وإن كانت بعض التواريخ لاتهم المشاهد في المقام الأول لأننا نقدم دراما لا برنامجا تعليميا.

من جانبه، أصدر المجلس الأعلى للثقافة توصية بشأن الدراما التليفزيونية التي تتناول الأحداث التاريخية والتي شابها مغالطات كبيرة في تاريخ الأمة المصرية.

وأوضح نص التوصية أن المجلس الأعلى للثقافة تدارس وضع المحددات الثقافية في مصر ومشروعات النهوض بها، والتحديات التي تواجهها ومن أخطرها التيارات الإرهابية التي تُهدد وحدة المجتمع، وتعوق انطلاقه، وتؤثر بالسلب في منظومة القيم السائدة، ومع إيمان المجلس بحرية الرأى والتعبير التي نص عليها الدستور، وعدم جدوى الرقابة المسبقة في عصر السماوات المفتوحة.

وأكد أن المجلس الأعلى للثقافة يرصد –بقلق– التجاوزات التي يقع فيها بعض صناع الدراما التليفزيونية بعدم الالتزام بالوقائع التاريخية الموثقة، وتقديم صورة مشوهة لأخلاقيات المجتمع المصري.

ودعت التوصية مؤسسات الدولة القيام بمسئوليتها في مراعاة الإفادة من خبراء التاريخ، ووضع ميثاق الشرف المهني الذي تجب مراعاته، حفاظًا على قيم المواطنة، وإبرازًا للجوانب الإيجابية في الحياة المصرية.

"اعتداء على التاريخ"
فيما قال الدكتور محمد عفيفي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة: إن الكثير من أعضاء المجلس استنكروا فكرة الأخطاء التاريخية الواردة في المسلسلات الدرامية، واعتبروا ذلك اعتداء على التاريخ، مشيرا إلى أن الأعضاء اختلفوا حول إصدار بيان الاستنكار، فالبعض رأى أن البيان أكبر من قيمة أصحاب المسلسلات، فيما أصر الأغلبية على إصدار البيان.

وأضاف في تصريح لـ"فيتو" أن الأخطاء التاريخية المتعددة بالمسلسلات تنبه بخطورة المسألة، وهو ما يستدعي وقفة جادة، من المهتمين بالتاريخ، خاصة أن قطاع عديد من المصريين قراءتهم التاريخية محدودة، ويستمدون معلوماتهم من تلك المسلسلات.

"ندوة حول الدراما والتاريخ"
وأوضح أن هناك اتجاها بالمجلس لعقد ندوة يوما كاملا حول الدراما والتاريخ، ومن المقرر إقامتها بعد العيد، مع الوضع في الاعتبار مساحة الإبداع التي تمثل حق المخرج  والكاتب.

ونفي وجود نية لفرض رقابة على المسلسلات والأعمال التاريخية، ولن تتخطى الإجراءات مجرد جلسة نقاش، يشارك فيها الكتاب والمخرجون، والوصول للأسلوب الأمثل لعرض مثل تلك الأعمال، بالإضافة إلى المطالبة بالمراجعة التاريخية الكاملة والشاملة للأعمال، عن طريق الجمعية التاريخية، أو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، أو التعاون المشترك بينهما.
الجريدة الرسمية