رئيس التحرير
عصام كامل

القارئ أحمد نعينع لـ«فيتو»: أنا تلميذ مصطفى إسماعيل وأفتخر

فيتو

  • ترتيب المقامات الموسيقية سر تميزه 
قال القارئ الطبيب أحمد نعينع، إنه تعلق وتأثر بالشيخ مصطفى إسماعيل، موضحًا في حواره لـ"فيتو" أن الأخير من أعظم قراء القرن العشرين الذين جاءوا بعد الشيخ محمد رفعت، واصفا إياه بالجامعة القرآنية.
وأضاف أن: الشيخ مصطفى إسماعيل يتميز عن غيره بالقفلات وامتلاكه جميع الأنغام، مؤكدا على الموهبة الربانية التي كان يمتلكها الشيخ مصطفى، حيث جعلته يتقن المقامات الموسيقية.
كما تحدث أيضا عن إبداعه في ترتيب المقامات، موضحًا أن المقام البياتى هو أكثر المقامات التي كان يقرأ بها الشيخ مصطفى في أول تلاوته.

*في البداية حدثنا عن بداية مشوارك مع التلاوة؟
الأمر بدأ منذ طفولتي وتحديدا في العام الثالث من عمري، وقتها كنت أقلد القراء وأقرأ لهم إلى أن حفظت القرآن الكريم في سن الثامنة، وتعلمت التجويد على يد الشيخ أحمد الشوى في مدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، بعدها بدأت أتلو القرآن في المساجد والمدرسة، ولما التحقت بكلية الطب بدأت أقرأ القرآن في احتفالات الجامعة، وكنت أفتتح حفلات جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية كل خميس، وكان يحضر هذه الحفلات كبار المحاضرين من جامعة القاهرة أمثال شيخ الأزهر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود، والشيخ محمد الغزالى، ثم أصبحت معروفًا في الإسكندرية وفى مساجدها الكبرى مثل سيدى المرسي أبو العباس، وظللت أقلد الشيخ أمين هلالى فترة طويلة وعندما تعلقت بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل بدأت أقلده بشكل كبير.

*كيف ترى الشيخ مصطفى إسماعيل وبمَ تصفه؟
الشيخ مصطفى إسماعيل، أعظم قارئ ظهر في القرن العشرين بعد الشيخ محمد رفعت، فالرجل لم يأتِ أحد مثله إلى يومنا هذا، وأنا تلميذه وأفخر أن أكون تلميذه وتعلمت على يده التلاوة، حيث كنت أستمع إليه وأنا في الخامسة من عمري، وتأثرت به وقلدته ومن شدة حبى له كنت أتبعه وأذهب إليه عندما يكون متواجدا في بلدة قريبة من بلدتنا.
ولما التحقت بكلية الطب جامعة الإسكندرية، كنت أذهب إلى ركن خاص للشيخ مصطفى إسماعيل وراء مقهى "الجمهورية" بحى المنشية، للاستماع إلى شرائط لتلاوات نادرة بصوته، حيث كانوا يذيعونها بالمقهى على مدى الـ24 ساعة، واكتشفت بالمصادفة أن الشيخ مصطفى إسماعيل في الإسكندرية في حى اللبان بمنطقة الحارة الواسعة، فذهبت إلى هذا الحى ووجدته برفقة الموسيقار أحمد خليل الذي كان يستمع إليّ في الإسكندرية عندما كنت أقرأ في الأماكن المختلفة والذي مدحنى أمام الشيخ مصطفى إسماعيل، وقال له "الواد ده بيقلدك بالظبط وصوته جميل وموهوب"، فقرأ الشيخ مصطفى الربع الأول من حفلة المولد النبوى الشريف وسمح لى أن أقرأ، فأعجب بى وقربنى إليه وأخذنى معه في السيارة وتناولت معه العشاء، بعدها أصبحنا أصدقاءً 8 أعوام كاملة وبعدها رحل هو عام 1978.

*ولمَ كل هذا التأثر بالشيخ مصطفى إسماعيل؟
لأننى أحبه وأعشق صوته، فهو جامعة قرآنية وموهبة كبيرة وصوت جميل لم يأتِ مثله قط.

*في رأيك ما هي الصفات التي ميزت الشيخ مصطفى عن غيره؟
الرجل يمتلك في صوته جميع الأنغام وكان يتميز أيضا بالقفلات وهى - طريقة الوقفة آخر الآية - كان خلاقا يخلق القفلة ولا تستطيع أن تدرك كيف يقفلها ويدهشك بحفظه للمقامات الموسيقية.

*هل اقتصرت شهرة الشيخ مصطفى إسماعيل على مصر فقط؟
مصطفى إسماعيل اسم كبير لم تقتصر شهرته علي مصر فقط، لكن امتدت إلى العالم كله حيث ذهب إلى كل الدول العربية والغربية.

*ما رأيك في أسلوبه في التلاوة وتركيبات النغمات والمقامات لديه ؟
الشيخ مصطفى إسماعيل كان - يركب - المقامات الموسيقية، فمثلا يقرأ الأول من مقام بياتى وينتقل من البياتى إلى مقام الصبا بسهولة ويسر، وبعدها إلى الحجاز وبعد ذلك إلى السيكا، فكان يرتب المقامات الموسيقية ترتيبًا جديدا وأرى ذلك سر تميزه.

*ما هي أكثر المقامات التي أجادها؟
كان يقرأ من المقام البياتى كثيرا في أول التلاوة وقد تصل قراءته في هذا المقام إلى ساعة كاملة، ثم ينتقل بعد ذلك إلى باقى المقامات الموسيقية، فالرجل أجاد المقامات الموسيقية بدون دراسة ويرجع ذلك إلى موهبته الربانية.

*ما هي أسباب عدم وجود قراء متميزين في الإذاعة الآن؟
السبب وراء ذلك هو تقليد القراء لبعضهم، فمن ناحية النغمات لا أستطيع أن أميز قارئًا عن الآخر فإذا تفرد كل واحد منهم بمدرسة لنفسه أو طريقة، سوف يبدع ويصبح قارئًا وله طريقته.

*ما هي مواصفات القارئ الجيد من وجهة نظرك؟
لابد أن يكون لديه موهبة صوتية، حافظا للقرآن حفظًا جيدا، يجيد أحكام تلاوة القرآن الكريم، لديه إحساس ومعايشة وفهم للتلاوة بالإضافة إلى الحضور، وأهم صفة يجب أن تتوافر لدى القارئ هي الموهبة، فإن لم يمتلك الموهبة لا يستطيع أن يكون قارئًا.
الجريدة الرسمية