سيد القمنى.. دجال أم مفكر؟
يعتبر سيد القمنى "66 عاما"، من أكثر الكتاب المصريين والعرب إثارة للجدل والغضب والسخط، حتى إنه وُصف بأنه «مرتد» بسبب مقالاته وكتاباته ضد الإسلام، ولعل أشهر مؤلفاته كتاب «رب هذا الزمان»، الذى صادره مجمع البحوث الإسلامية «أكبر جهة فقهية فى مصر».
أعلن القمنى رفضه لفكرة أن "الموروث الثقافى العربى يبدأ من بدء الرسالة الإسلامية"، مؤكدا أنه مجموعة من التراكمات الثقافية والحضارية لشعوب كانت فى منطقة الشرق الأوسط قبل وبعد ظهور الإسلام، وأنه من المستحيل لثقافة أو حضارة أن تتكون من نقطة ابتداء محددة معلومة، وأن تفكير البعض فى أن الثقافة العربية بدأت مع بدء الوحى أمر غير منطقى يجعل الإنسان يؤمن بأنه لم يكن هناك أى دور للحضارات والشعوب والديانات والعوامل السياسية التى سبقت الإسلام فى الصياغة والإعداد لظهور الإسلام،
ويرى القمنى أن هناك بُعدين للقرآن.. البعد الأول، حقائق تتعامل مع أحداث تاريخية حدثت فى التاريخ الإسلامى مثل: غزوة بدر ومعركة أحد وصراع اليهود مع المسلمين فى يثرب وغيرها من الأحداث، وهناك بالإضافة إلى هذا الجانب التاريخى، جانب روحى وميثولوجى أسطورى لم يحدث بصورة عملية فيزيائية وإنما يمكن اعتباره رموزا وليس حقائق تاريخية.
ويورد القمنى كمثال على هذا البعد، نزول الملائكة للقتال إلى جانب المسلمين فى معركة بدر ضد قريش، وحادثة الإسراء والمعراج التى لابد أن تكون رموزا حسب اقتناع القمنى وعليه فإن المسلم، وحسب رأى القمنى، يجب أن يميز بين ما هو حقيقة تاريخية وبين ما هو مجرد رمز لكونها تتحدى قوانين المنطق والفيزياء.
ويوضح القمنى فكرته بأن الاعتقاد بأن الملائكة نزلت بالفعل فى غزوة بدر فيه إساءة غير مباشرة إلى الإسلام، لكونها مناقضة لأفكار ولحقائق أخرى.
يتساءل القمنى: لماذا يحتاج الرسول محمد أن يرسل أشخاصا ليستطلعوا أمور قريش قبل أو بعد المعركة؟ بل ما الداعى لأن يأمر الرسول محمد، بن مسلمة بأن يقتل الشاعر اليهودى كعب بن الأشرف إذا كان الرسول محاطا فى أغلب الأوقات بالملاك جبريل؟ لماذا لم يرسل الملائكة لهذه المهمات بدلا من أناس من البشر؟ ولذلك، وحسب السيد القمنى، يجب الفصل بين الحقيقة التاريخية والرموز وهذا الفصل هو الخطوة الرئيسية نحو فهم الإطار الفكرى الإسلامى.
ويرى.. أن القرآن يجسد نصا تاريخيا ولاضير من وضعه موضع مساءلة إصلاحية نقدية، وأن هذا النقد الإصلاحى لا يمثل ردة أو استخفافا بالقرآن، حسب رأيه بل هو يعتبره «اقتحاما جريئا وفذا لإنارة منطقة حرص من سبقوه على أن تظل معتمة وبداية لثورة ثقافية تستلهم وتطور التراث العقلانى فى الثقافة العربية الإسلامية ليلائم الإسلام احتياجات الثورة القادمة.. ونكمل غدا.
من كتابى "ضد الإسلام"..الطبعة الثانية.