رئيس التحرير
عصام كامل

بأمر "السيسي".. وزير الخارجية يصل العراق.. خبراء: الزيارة بداية استعادة مصر دورها الريادي الإقليمي بالمنطقة..الزيات: محاولة "الوساطة" ولم الشمل العراقي.. وسلامة: "داعش" خطر على أمن مصر والخليج

وزير الخارجية المصري
وزير الخارجية المصري سامح شكري

في تطور جديد في سياسات مصر الخارجية، وأملا في البدء-سريعا- في استعادة الدور الريادي المصري في المنطقة، وكذلك لإنقاذ مايمكن إنقاذه في الوضع العراقي المتأزم، وضعت مصر الملف العراقي على قائمة أهم أولوياتها الخارجية، في الفترة القادمة، وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري للعراق، إعلانا لقرب عودة مصر إلى دورها الريادي في المنطقة.


الوفاق الوطنى

نقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن سامح شكري، وزير الخاريجة، اليوم الخميس، قوله: " أن الأزمة العراقية تأتي في مقدمة الملفات التي تم التشاور بشأنها خلال زيارته، لكل من الأردن والكويت، على ضوء حرص مصر على استقرار هذا البلد العربي الشقيق".

وأشار «شكرى»، إلى أنه تلقى تكليفًا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتوجه إلى بغداد لاستكمال المشاورات حول السبل الكفيلة بإعادة الوفاق الوطني بين أبناء الشعب العراقي في مواجهة التهديدات الخطيرة لأمن وسلامة العراق، وكذا أمن دول الجوار والمنطقة العربية بأسرها.

وأضاف أنه ينوى خلال زيارته للعراق الالتقاء بعدد من القيادات السياسية لنقل الموقف المصري الداعم للتوافق في العراق.

"لم الشمل"

قال الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات العامة، أن مصر تحاول أن تقوم بدور وساطة في الأزمة العراقية بين الأطراف المختلفة السنة والشيعة والأكراد.

ولفت الزيات في تصريحاته لـ"فيتو"، إلى أن مصر لاتملك التأثير بصورة كبيرة في الملف العراقي، لأن الموقف يشهد خلافات جدية بين أطراف النزاع سواء بين المالكى والسنة من جهة، وبين المالكى والأكراد من جهة أخرى، والذين سحبوا وزراءهم من الحكومة المركزية، وما تقوم به مصر هو محاولة لاستكشاف إمكانية الوساطة، ولم شمل الأطراف المتنازعة، كمرحلة مبدأية في الفترة الحالية.

"عودة الدور الريادي"

من جانبه أكد الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن زيارة وزير الخارجية المصرى للعراق تعتبر تدشينا لاستعادة الدور المصرى على النطاق الإقليمى، فمصر منذ ثورة 25 يناير وقبلها بسنوات أيضا، في عهد الرئيس الملخوع مبارك، وهي شبه بعيدة عن مشكلات الوطن العربى بشكل كبير.

وتابع سلامة، أن مصر خلال الأربع سنوات الأخيرة، انعزلت بمشكلاتها الداخلية تماما عن مشكلات الوطن العربي، ولم يكن لها أي دور على صعيد القضايا الإقليمية، وتركت قضايا هامة مثل العراق ومثل سوريا وغيرها من البلاد العربية.

ولفت رئيس وحدة دراسات الخليج، أن مصر الآن هي الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تلعب دورا أساسيا ومهما على صعيد القضايا المختلفة، وكثير من الدول العربية أدركت خطورة انعزال مصر، وعزلة الدور المصرى والآن المنطقة العربية تفتح ذراعيها لعودة الدور المصرى.

"الدور الوسطي"

وتابع سلامة، بأنه بالرغم من الدور الهام الذي تلعبه بعض الدول العربية، إلا أن دورها غير مرحب به في بعض القضايا، خاصة لأنها كانت متورطة في النزاع في سوريا والعراق، بتبنيها مواقف بعض أطراف النزاع أو مساندتها.

واستطرد موضحا، أن مصر لم يكن لها سابق مواقف فيما يتعلق بسوريا أو العراق، فالسياسة المصرية، بشكل عام، تركز على أهمية الدول لا الفصائل، وهى لا تتدخل في الشئون الداخلية، وهو ما يعطيها ميزة "الدور الوسطي" الذي تلعبه لحل الصراعات بالمنطقة في الفترة القادمة.

"داعش يهدد مستقبل المنطقة"

ونبه سلامة، إلى أن الأزمة العراقية مؤثرة على الأوضاع في مصر، ومستقبل المنطقة بشكل عام، فسيطرة "داعش" على العراق أو سوريا لا يهددهما فقط، وإنما يهدد أيضا دول الخليج ذات الأهمية الخاصة لمصر.

وشدد سلامة على خطورة الأزمة العراقية وتأثيرها على مصر قائلا: " تمثل الأزمة تهديدا مستقبليا كبيرا، خاصة في ظل التوتر على الحدود المصرية الشرقية، وأيضا فيما يتعلق بسيناء والأوضاع داخل سيناء، فكما نعرف جميعا أن جماعات الإسلام السياسي مرتبطة ببعضها بشكل كبير، واليوم على سبيل المثال، هناك حديث عن إعلان إمارة في مناطق من سيناء من قبل تنظيمات إسلامية مثل أنصار بيت المقدس وغيرها".
الجريدة الرسمية