رئيس التحرير
عصام كامل

وزير تحت الطلب !


لا أقصد هنا وزير الثقافة السابق د.محمد صابر عرب، ولكن الوزير الذي لم يـأت، بالرغم من أنه قام بإبلاغ كل من حوله بأنه الوزير القادم، واتخذ عددًا من القرارات التي بها يكون قد ترك الهيئة التي يرأسها في قبضة رجاله، وبالتالى في قبضته، أصدر قرارًا بتعيين نائب له ليكون رئيس الهيئة بعده، وجاء برئيس إدارة مركزية أيضا ليكون النشر وخلافه تحت بصره وسيطرته..!

ولكن عندما جاء د.جابر عصفور شعر بالضيق والإحباط لأنه كان قد أعد العدة أنه الوزير القادم ورتب كل شىء، العجيب في الأمرين هذا الموهوم بأنه جدير بالوزارة تولى أكثر من 90% من مواقع الوزارة وفشل فيها بامتياز ولم يترك خلفه إلا كل خيبة أمل ولعنات تطارده أينما ذهب، حتى الموقع الذي يجلس على كرسى قيادته من جاء به عماد أبو غازى، يوم دخوله تسلق الباب الخلفى وبعد جلوس الوزير الأسبق عماد أبوغازى ليقنع العاملين ليقبلوه رئيسًا لهم..!

مخطئ أن نعتقد أن حالة هذا المسكين الفاشل، حالة فردية أو ترجع إلى طبيعة ونفسية هذا الشخص، ولكنها للأسف موجودة في كل المواقع الحكومية في بلدنا، تجد الفاشل دائمًا يتصدر المشهد ويطالب بما ليس له حق، والعجيب يتحدث بقوة وجسارة تندران نجدها في صاحب حق أو من يكون مؤهلا بحق للمنصب.

أذكر رئيسا لجامعة حلوان منذ سنوات أعاد للحياة مبنى أطلق عليه المركز الثقافى العلمى يضم أكبر مسرح في مصر، وأكبر قاعة للسينما، و8 قاعات للمحاضرات والندوات، قاعات ترجمة فورية، أكبر قاعات فن تشكيلى في مصر، ومتحف علمى عالمى..!

هذا المركز الثقافى العلمى تكلف أكثر من 80 مليون جنيه، وتم وضع استراتيجية للمركز وتم أخذ الخطوات الجادة لتشغيله، خاصة أنه في قلب جامعة حلوان وبأقل مجهود يمكن أن يكون منارة للتنمية البشرية لشباب الجامعة، وتردد اسم رئيس الجامعة أنه سيتولى وزارة التعليم العالى، فتوقف العمل في هذا المشروع الذي أرى أنه أكبر مشروع شبابى في الجامعات المصرية، لأسباب كثيرة أهمها أنه عاش دور الوزير وخشى أن يخطئ.

وتجمد المشروع وذهب رئيس الجامعة للمعاش ولم يأت وزير، وتوالى على جامعة حلوان رؤساء عدة، ولكن الإهمال والعنكبوت ضرب هذا المشروع الرائع الذي كلف الدولة أكثر من 80 مليون جنيه وأصبح كمًا مهملا، والسبب أن رؤساء الجامعة المتتاليين افتقدوا القدرة على اتخاذ القرار، وأنهم ليست لديهم إرادة ويخشون الخطأ ومنصب الوزارة ينتظرهم، الطريف أن أحدهم وهو من الذين كانوا من الأعمدة التي أحيت هذا المشروع عندما تولى المسئولية كرئيس جامعة لم يستطع اتخاذ قرار لإعادة الروح للمركز الثقافى العلمى، ويأتى نفس المسئول وزيرًا ولكنه لم يجلس في الوزارة سوى عدة أسابيع !

هذه الصورة متكررة في كل المواقع، والكل يرى في نفسه الوزير القادر على الحل والربط، وأنه دائمًا وزير تحت الطلب والحقيقة أنه لا يصلح ليكون لا وزيرًا ولا حتى زير قناوى.
الجريدة الرسمية