مستشار أوباما يحذر من تهديد «داعش» للأردن والسعودية والإمارات.. دينس روس يطالب واشنطن بتوجيه مساعداتها ضد الأسد بدلًا من دعم المعارضة السورية.. وقلق خليجي بسبب التقارب بين أمريكا وإيران
حذر "دينيس روس"، مستشار معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن "داعش" أصبحت تهدد المنطقة ولم يعد تهديدها قاصرًا على العراق وسوريا.
وقال روس: "إن الصحوة العربية باتت ذكرى بعيدة، والديمقراطية غابت لتحل محلها الأعلام السوداء، المجموعة التابعة لتنظيم القاعدة".
"داعش" تهدد الشرق الأوسط
وأضاف أن: هذه الجماعة تكتسح بشاحناتها الصغيرة المناطق الأوسع من شمال وغرب العراق، مزيلة في طريقها الحواجز الحدودية التي تفصل العراق وسوريا، ومهددة مناطق العبور التي يمر فيها النفط العراقي إلى الأردن، الأمر الذي يجعل كلًا من السعودية والأردن عرضةً للخطر.
وعن إعلان هذه الجماعة عن تغيير اسمها من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش» إلى مجرد «الدولة الإسلامية»، وتنصيب زعيمها، أبو بكر البغدادي، "خليفة" على جميع المسلمين، ذكر روس أن هذا الإعلان مبالغ فيه، وأن هناك سببًا جوهريًا يدعو إلى التخوف من أن يقوم ذراع تنظيم القاعدة السابق "داعش" بغرس نفسه في المناطق السنية في العراق وسوريا.
وقال روس: "إن استياء السكان السنة في تلك المناطق عارم، وهذا ما أتاح حشد عناصر تنظيم داعش وحلفائهم للتغلب على جيش العراق الذي يفوقهم عددًا وقوة"، محذرًا من التهديدات التي يشكلها تنظيم داعش من المنطقة الأكبر مساحةً في العراق وسوريا".
وأشار روس إلى أن "أوباما" لفت الانتباه إلى هذا التهديد، الذي يتعدى حدود العراق، مؤكدًا أن معالجته تستلزم دعمًا من الأصدقاء العرب المعهودين للولايات المتحدة.
ويري روس أنه بالرغم من قلق السعوديين والأتراك والإماراتيين والأردنيين من تنظيم «داعش»، فإنهم لن يستجيبوا للاستنجادات الأمريكية إذا اعتبروا أن ذلك سيؤدي إلى هيمنة إيران وميليشياتها الشيعية على الشعوب السنية.
وأشاروا إلى أن السعوديين وغيرهم يشعرون بالارتياب، حينما ترسل الولايات المتحدة وإيران المستشارين، وتقوم بتوفير طائرات الاستطلاع والدعم المادي للعراق من أجل التصدي لـ«داعش»، في الوقت الذي تقوم فيه حكومة بشار الأسد في سوريا بقصف مواقع تنظيم «داعش» على طول الحدود "السورية- العراقية".
وطالب روس من وصفهم بـ"شركاء" واشنطن، بأن يلحظوا عزمها وتصميمها على تغيير ميزان القوى في الحرب الأهلية السورية، وأنه صراع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بما يحدث في العراق ضد تنظيم «داعش» وضد نظام الأسد أيضًا.
روس أكد أن إعلان البيت الأبيض عن تقديم مساعدة للمعارضة السورية بقيمة 500 مليون دولار، لن يفيد في هذا السياق، إلا إذا اعتُبر جزءًا من خطة متماسكة لإضعاف نظام الأسد والتعويض عن تدفق الأسلحة الإيرانية والروسية.
وأشار إلى أن هذه المساعدة يجب أن تأتي في إطار الحرص الجماعي على عدم انتشار عناصر «داعش» في الأردن، واستقبلت المملكة الأردنية ما يقارب من مليون لاجئ من سوريا، وهناك عدد كبير من العراقيين الذين لجئوا إلى المملكة خلال سنوات الحرب في العراق.
ليتساءل روس عن عدد السوريين والعراقيين من بين اللاجئين للأردن الذين كونوا أعضاء خلايا تخطط لمعاونة تنظيم «داعش» في دخولها للمملكة، مؤكدًا أن المملكة الأردنية تملك جيشًا عالي المهنية والتحفيز ولن ينهار كما انهار الجيش العراقي، إلا أن الأردنيين يشعرون بضغط هذه الأعداد الهائلة من اللاجئين، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتحمل عبء المفاجأة في الأردن كما تفاجأت في العراق.
وتشكل الأردن منطقة عازلة للمملكة العربية السعودية إلى الجنوب وإسرائيل من الغرب، وطالب روس الولايات المتحدة بالتواصل مع الإسرائيليين لمعرفة ما يجري أمام أعينهم ووضع خطط للعمل معهم حول الحالات الطارئة، وعمل الشيء نفسه مع الأردنيين والسعوديين والإماراتيين.
وقال روس: "إنه على الرغم من مخاطر تنظيم «داعش»، فإن السعوديين والإماراتيين لا يريدون رؤية الولايات المتحدة تنسحب من المنطقة، أو تقع تحت أي أوهام حول التهديدات الناجمة عن إيران".
وطالب بألا تكون هذه العلاقة أحادية الجانب، وأنه على السعوديين والإماراتيين ألا يكتفوا بتحرير الشيكات المصرفية فحسب، متسائلًا عن مدي استعدادهم للانخراط بقواتهم في دعم الأردن أو في بناء منطقة عازلة تخفف الصدمات التي تواجهها المملكة الهاشمية في جنوب سوريا، إذا دعت الحاجة.
وأكد روس أن الولايات المتحدة تواجه تهديدًا أكبر في المنطقة ولا يمكن أن يقتصر على العراق، مطالبًا واشنطن أن تكون مقاربتها تجاه سوريا أقل محدودية وأكثر إستراتيجية، وأن تمنع التهديدات المحتملة على الأردن، وألا تحصر بدائلها على نشر القوات على الأرض أو الامتناع عن التصرف.
ويذكر أن دينس روس هو مستشار الرئيس الأمريكي أوباما، وكان مبعوث السلام لمنطقة الشرق الأوسط في عهد الرئيس الأمريكي بوش الأب وكلينتون.